نادين الأسعد إعلامية عاشقة للشعر تبدع في تقديمه للجماهير

هزار حلمي القطليش

نادين الأسعد أستاذة جامعية تدرّس في العديد من الجامعات اللبنانية، حاضرت في الصحافة والأدب العربي وشاركت في العديد من لجان التحكيم في قطاعات الإعلام والاتصال الحكومي، كما حصلت على العديد من الجوائز، كالجائزة الذهبية لأفضل إعلامية عربية شابة قيادية بارزة لعام 2016، ولها مؤلفات عديدة في الشعر والرواية.

ورغم مشاغلها الكثيرة تعرف كيف تعطي لكل شيء حقه من الوقت والاهتمام، حيث أتحفت الجماهير العربية بطلّتها في تقديم برنامج “أمير الشعراء” لهذا الموسم على قناتي “الإمارات” و”بينونة”.

الصدفة وحدها جعلت من الباحثة اللبنانية نادين الأسعد تتجه إلى التقديم الإعلامي، حيث تقول “بدايةً درست الحقوق، وكانت دراساتي العليا في القانون العام، لأعمل بعدها في المحاماة، لكنني لم أواصل هذا المسار، إذ لم تكن هذه المهنة ملائمة لي، فتابعت الدراسة في مرحلة الدكتوراه في الصحافة والإعلام بالولايات المتحدة، وخلال هذه الفترة ارتبطت ورزقت بطفل، وبعد عودتي إلى لبنان عملت في أحد البنوك، لكن هذا العمل أيضا لم يكن مناسبا لي”.

وعن هذه المرحلة تتذكر قائلة “كنت أكتب الشعر في البنك، إلى درجة أن زملائي أطلقوا علي اسم الشاعرة الرقمية، وفي هذه الأثناء حصلت على فرصة العمل في تلفزيون الـ”أم تي في”، لتقديم الفقرة الثقافية في برنامج “مورننغ شو” العرض الصباحي، خصوصا أنني كنت معروفة في مجال الصحافة والأدب واستمر ذلك مدة خمس سنوات، وهكذا كانت خطواتي الأولى في الإعلام”.

وتؤكد الأستاذة الجامعية والشاعرة ومقدمة البرامج أن سر شهرتها وتفوقها في المجالات الثلاثة يكمنان في التنظيم الذي تراه أساس النجاح، خاصة وأنها قبل كل هذا أمّ لها التزاماتها العائلية والمهنية أيضا، وعليها أن توفق بين هذا وذاك.

وتعترف نادين بأن الكتابة هي الأقرب إلى قلبها، لأنها جزء منها وتنبع من أعماقها، وتستطيع من خلالها أن تعبر عما يختلج في نفسها، وتضيف “هي كبصمتي والنفس الذي أتنفسه، هي لون عيوني أو جزء من جسدي، فهي تنبع مني لي وللغير، أما التعليم فهو يعلّم، والإعلام مهنة، لكن الشعر يسكنني أو أسكن فيه، لا أدري”.

وشكل عام 2016 علامة بارزة في مشوار نادين الأسعد الإعلامي، بعد حصولها على جائزة الهيثم للإعلام العربي، كأفضل إعلامية عربية شابة قيادية بارزة، وعن هذه الجائزة تقول “الجوائز تحفيز للتطوير، تمنحك الشعور بتقدير الآخرين، كما أنها تجعل الإنسان قدوة لغيره ممن هم أصغر سنا، كما كان من هم قبلي قدوة لي، إلا أن العلامة الفارقة الأبرز في حياتي كشاعرة وروائية كانت لقائي بالشاعر الكبير جورج جرداق الذي شجعني كثيرا وكتب لي مقدمة كتابي الأول، وأثنى على موهبتي بعد أن سقاها بكلامه الجميل، مما دفعني لأن أطور نفسي وأقرأ أكثر وأكتب أكثر وأطلع على تجارب غيري”.

وتقر نادين الأسعد بأن برنامج “أمير الشعراء” أضاف لها الكثير، خاصة في ظل الحضور المتميز للجنة التحكيم، التي تقول عنها “أستفيد من نصائحها، لأنها لجنة رائعة، وأنا أستفيد من هذه النصائح، فمهما كبرنا وتعلمنا نظل بحاجه إلى المزيد من التعلم، وأنا سعيدة بسماع الشعر وتذوقه، وأضع نفسي مكان لجنة التحكيم وأقيّم القصائد بيني وبين نفسي، أعترف بأن البرنامج أغراني بتقديمه، حيث أنني محبة للشعر، وأنا ثمرة من ثمار الشعر وبذرة من بذوره”.

كما تؤكد الإعلامية اللبنانية بأن على البرامج الشعرية التي تعتمد اللغة الفصحى أن تقترب أكثر من الشباب من خلال ابتكار أسلوب يشبههم وصورة تشبههم وشعر يشبههم أيضا، موضحة “على الشعر أن يكون وليدا للمجتمع ووليدا لأفكارنا ومشاكلنا، لأن شاعر اليوم لا يستطيع الكتابة عن الأطلال، حيث لم تعد هناك أطلال أصلا، وإنما سيكتب عن أمور عصرية تشبهه، فما نُقدّمه هو مرآة لنا، مع المحافظة على اللغة والتراث وإيصالهما إلى الجيل الجديد، فمن يخسر لغته يخسر نفسه”.

وتعتبر نادين تشبيه كبار النقاد مسابقة “أمير الشعراء” بسوق عكاظ، تشبيها يتوافق تماما مع روح البرنامج، حيث تقول “سوق عكاظ مبارزة بالشعر، قديما كانوا يتبارزون بالسيف، والقلم كان كحد السيف، وللكلمة وقعها، فمحمود درويش عندما كان يكتب قصيدة يشغل الدنيا بما يقوله، وعندما يقول نزار قباني قصيدة كانت تصنع في النساء ثورة، لكن الزمن اختلف الآن، لذلك فنحن بمنافسة جميلة ومبارزة بالكلمة والفراشة والحب، فهي حرب سلمية”.

وتقر الشاعرة اللبنانية أيضا بأن سبب تألقها في تقديم برنامج “أمير الشعراء” يعود أساسا إلى كونها شاعرة، إذ تقول “أمير الشعراء برنامج يمسني من الداخل وبشكل مباشر، ولا شك في أن اختیاري لتقدیم برنامج أمیر الشعراء في موسمه السابع هو ثقة أعتز بها ومحطة مضیئة في مسیرتي الإعلامیة، حيث أعتبر نفسي محظوظة بالعمل مع فریق متجانس، يبدع في نحت مسيرة أبرز برنامج يعزز الثقافة في وطننا العربي، وهذا بحد ذاته إضافة كبیرة لمسیرتي الإعلامیة وعمل أفتخر بأني جزء منه”.

وتضيف “في برنامج أمیر الشعراء تبدأ أحلام الشعراء ولا تنتهي، وعندما أكون أنا كشاعرة وروائیة لبنانیة جزءا من هذه المسابقة التي أصبحت حلم الشعراء والضوء الذي یسعى إلیه كل الحالمین بإیصال أشعارهم، فهذا بلا شك تجربة أعتز بها كثیرا”.

وتعتبر نادين أنه من الضروري توفر كيمياء بين المخرج ومُقدّم البرامج التي تبث على الهواء مباشرة كي يتحقق النجاح، وهي سعيدة بكون باسم خريستو هو مخرج برنامج “أمير الشعراء”، معترفة “باسم يشعرني بالأمان، فهو مخرج مميز ويمتلك خبرة واسعة تجعلنا نضمن نجاح البرنامج، وكل فرد يؤدي مهمته بدقة”.

وتظل أبرز رسالة تريد نادين الأسعد، كإعلامية ومقدمة برامج وكإنسانة، إيصالها التأكيد على أنه لا فرق بين إنسان وآخر، فمن الضروري نشر الحب في كل مكان، وهي التي تؤمن بوجوب محبة المرء لنفسه كي يحب الآخرين، داعية كل الناس “إلى التخلص من الحقد والكره في أوطاننا، فلننظر إلى الشعر والجمال ولنكن مبدعين، خيرا من الانشغال بالسياسة والعنصرية، وليعمل كل منا على إنجاح أسرته، وهي وطنه الصغير”.

(العرب)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى