مَن سوانا ؟…للشاعر يوسف أحمد أبو ريدة

خاص( الجسرة)

 

غــرس الدهر في دمانا المخالبْ  وغدا البيتُ ساحة للعقاربْ

فاستبقنا إلــــى السيوف جميعا  وازدحمنا على الردى بالمناكبْ

نزرع الأرض والفضــاءات موتا    نملأ الكون كـــــله بالنوادبْ

كــــــــم دفنّا بكل شبر رجــــالا   ودفنا بكلّ صدرٍ رغــــــــائبْ

كــــم قسمنا جراحنا، كم بكينــا  وارتجفنا وقد رأينا العــــــواقبْ

كل شبر من البلاد كقبر    والجنــــــازاتُ خاطفاتُ الأقــــــــاربْ

أيّ أمــــــــــنٍ وأي سلــمٍ وقـومي  يسفكون الدماءَ فـي كل جانبْ

ملأ القتلُ أرضــنـــــــــــا فادلهمتْ     بالمنـــــايا تهزها والمصائبْ

فلم القتل يـــــــــا بن أمي لماذا  أدمانا مدفوعة كالضــــــــرائبْ؟

يُقتَل الآمنــــــون برا وبحـــرا    يقتل الطفل والفتى والمحــــاربْ

مَـــــن سوانا يموت قتلا وسحلا  ويرى الأمنَ في فخاخ الثعالبْ؟

مَـــــن سوانا ينام في الخوف ليلا   ثم يصحو وقد غزاه الأجانبْ؟

مَــــن سوانا يريد ضحكا فيبكي   حين تعلوه بالرصاص الكتائبْ؟

مَــــــن سوانا يبيد من أجل عرشٍ  كل شيءٍ وكلّ طفلٍ وكاعبْ؟

إيه يــــــا قومُ كم جرحتم فـؤادي   وفعلتم بطهر روحي العجائبْ!

ليت ربي الكــــــــــــريم ينعم أمنا  وســـلاما ووحدةً في المآربْ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى