‘لغز الخاتم’ .. ليست مجرد رواية تاريخية

عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة؛ صدرت الترجمة العربية لرواية «لُغـز الخاتـم» للروائية السويدية العالمية “إليزابيث نيميرت”، ترجمة: الروائي والتشكيلي العراقي “كامل صباح السبتي”.

الرواية تقع في 428 صفحة من القطع الكبير، وقد يبدو للوهلة الأولى أنها مجرد رواية تاريخية، لكن لأن المؤلفة أستاذة متخصصة في الدراسات التاريخية في العديد من الجامعات السويدية، فإن الرواية في الحقيقة تعتبر سردًا دقيقًا لوقائع تاريخية حقيقية دارت أحداثها في حقبة القرون الوسطى، ألبستها المؤلفة بحنكتها السردية الخلابَّة فانتازيا درامية رقيقة، ما أكسبها رونقًا وجمالاً أخَّاذًا. فالرواية تحمل الكثير من المشاعر الإنسانية الرقيقة الجيَّاشة من خلال قصة حب عاصفة ولدت في ظروف استثنائية.

الرواية تسلِّط الضوء على عوالم ربما تخفى عن الكثيرين، في هذا البلد (السويد) البارد، والطويل الظلام؛ والذي تمَّ فيه سنّ أول قانون في العالم لتحرير العبيد، ولأول مرة يتم الاعتراف بحق المرأة بالإرث، وعرف هذا البلد منذ تلك العصور الغابرة القوانين المنظمة للتجارة والمكوس وتنظيم الضرائب، وظهرت في هذا البلد العملة الموحدة بعد ان كانت جميع الدول الأوروبية تستخدم نظام المقايضة في تعاملاتها المالية.

كما برعت الروائية في رسم صورة دقيقة لهذا المجتمع وثقافاته وعاداته وموروثاته الشعبية، فلم تغفل حتى تفاصيل الأزياء، بل الأطعمة والمناسبات، وصولاً إلى التطور الثقافي والفكري والاجتماعي والسياسي.

إنها رواية نتعرف من خلالها على ذلك الإنسان الذي أراد أن يجعل من مدينته (استوكهولم) فينيسيا الشمال، وكيف اختار لها هذا الاسم ذا الموسيقى الرخيمة.

«لُغـز الخاتـم» أحداث حقيقية، بكل تفاصيلها وتواريخها وشواهدها، لا زالت تحيا في ذاكرة ووجدان كل أبناء الأمة السويدية.

يذكر أن إليزابيث نيميرت أديبة وروائية، من أشهر الروائيات السويديات، والأكثر مبيعًا، ولدت عام 1950 في مدينة استوكهولم. عملت أستاذة للتاريخ في العديد من الجامعات السويدية. عملت أستاذة لتاريخ الفن وعلوم السينما بأكاديمية السينما في استوكهولم. ترجمت كتبها ورواياتها للعديد من لغات العالم. متزوجة من طبيب الأسنان بيار غولناندير ولها ابنتان. تفرغت للكتابة وأصدرت أكثر من خمس عشرة رواية، منها: خلف النجوم: 2002، الزنبقة البيضاء: 2003، زمن الجوارح: 2005، جزيرة الرياح: 2007، بحر المصير: 2009، ابنة الضياء: 2011، القمر الأحمر: 2013، لغز الخاتم: 2014، زمن الذئاب: 2015.

أما كامل صباح السبتي فهو كاتب ومترجم وفنان تشكيلي من مواليد العراق، ومقيم حاليًا في السويد. حاصل على ليسانس الآداب من الجامعة المستنصرية – العراق. حاصل على شهادة البكالوريوس من أكاديمية الفنون الجميلة في بغداد. عمل أمينًا لمكتبة تلفزيون العراق حوالي خمسة عشر عامًا. أقام في السويد معرضين للوحاته التشكيلية، كما شارك في العديد من المعارض الجماعية. له العديد من الترجمات من الأدب السويدي إلى العربية.

(ميدل ايست اونلاين)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى