17 فناناً يحيلون دبي مدينة «نابضة» بالحب والألوان

محمد غندور

يسأل مهنّد (11 سنة) أمه عن الرسوم الموجودة على جدران «سيتي ووك» في دبي، فتجيبُه بإنكليزية متقنة أن هذه الرسوم تنتمي الى فن الشارع، وهي لتزيين المساحات العامة ويستمتع بها زوار المنطقة.
يطلب مهند من أمه الإذن بالرسم على أحد الجدران كما فعل 17 فناناً عالمياً، فتشرح له أن هذا الفن يتطلب خبرة وتمرّساً، وتقول: «قبل أن ترسم على هذه الجدران، تعلم الرسم على لوحات كبيرة، لتعرف ما تريد رسمه ومدى براعتك». يقتنع مهند بالفكرة ويطلب منها على الفور شراء ما يلزم لهوايته الجديدة من محل قريب.
يستمتع زوار «سيتي ووك» بجداريات ضخمة نفذها أشهر فناني الشارع في العالم، ومبادرة «دبي وولز» (جدران المدينة) تهدف الى تحويل المساحات العامة الى معارض دائمة لفن الـ «ستريت آرت» تنسجم مع المشهد العمراني للمدينة.
فن الشارع مصطلح يُطلق على أشكال الفنون البصرية التي تقدَّم في الأماكن العامة كفن الملصقات والنحت والجداريات، والأعمال الفنية من دون حسيب أو رقيب خارج سياق أماكن الفن التقليدي. واكتسب المصطلح شعبية خلال فترة ازدهار فن الكتابة على الجدران في ثمانينات القرن العشرين. وتخطى هذا الفن مع مرور الوقت بعده الفني الى أبعاد جديدة منها سياسية، اذ باتت الرسوم أو الأعمال المقدمة تعبّر عن وجهة نظر، أو انتقاد لموقف سياسي، أو دعم لآخر. وتبقى أعمال بانكسي خير مثال على ذلك، خصوصاً أنه من أبرز فناني الشارع الذين يدعمون القضية الفلسطينية ويقدمون أعمالاً عنها في عواصم عالمية.
تختلف أحجام اللوحات بين العملاقة والمتوسطة ونفذها عدد من أشهر فناني الشوارع، منهم ماجدة الصايغ التي عملت على حياكة لباس فني لأشجار النخيل الموزَّعة على طول الممشى، والأسترالي رونيه، والفنانة آيكو من طوكيو، وإين من بريطانيا، ونك ووكر وبليك لو رات الشهير برسوم الحيوانات، وغيرهم.
ومشروع «جدران دبي» مبادرة أنشئت لتعزيز فن الشوارع في منطقة الشرق الأوسط، بعدما بات مفهوم فن الشارع حركة فنية معترفاً بها عالمياً، ويجرى إدخالها إلى المنطقة على يد شركة «مراس» ومقرها دبي. ويدعو المشروع أشهر الفنانين العالميين لترك بصماتهم الفنية وتحويل الأماكن العامة إلى فضاءات تنبض بالحياة.
ومن الأعمال اللافتة عمل للفنان الفرنسي من أصل تونسي إل سيد، يجسد قصيدة بعنوان «طاقة الإيجاب» للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم والتي يعبّر فيها عن التفاؤل والنظرة الإيجابية للحياة. ويتميز إل سيد بأسلوبه الفريد في تناول الخط العربي، باعتماده في أعماله الفنية تركيبة متداخلة لا تستدعي التفاعل مع معاني الكلمات فحسب، بل مع حركتها أيضاً ليخلق انطباعات مختلفة لدى المتلقي. ويُبرز إل سيد في أعماله علاقة الإنسان بعالمنا المعاصر، وقد أنجزها في العديد من الأماكن العامة. ومن شوارع باريس ونيويورك الى بيوت الصفيح في ريو دي جانيرو وعشوائيات كيب تاون، تُحاول أعماله تحقيق تلاق بين الانتماءات والثقافات والأجيال المتعددة.

(الحياة)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى