الأديب إبراهيم الجيدة ينعى المترجم الشهير طلعت الشايب

 

في رثاء صديقي طلعت الشايب أشهر مترجمي مصر

 

 

 

 

خاص ( الجسرة )

منذ أيام كنت أعجز عن ترجمة سر هذا الفرح الكامن في حديثك وأنت تحدثنا عن الترجمة وطقوسها وعن الثقافة التي تجد فيها كل أسباب البقاء في وقوف تام ثابت يواجه كل هذا الجهل والظلام الذي يسود هذه الأرض، تتحدث وكأنك نبع من المعرفة وتسيل كلماتك مثل ماء يبلل جفاف ما نشاهده من قسوة هذه الحياة وبؤسها وتخلف يكبر يوما بعد يوم وجهل يمتد جيلا بعد جيل، ومنذ وقت قليل أعجز أيضا عن قول أي شيء يصف غيابك الذي باغتنا مثل سقوط كبير في الحزن، مثل خيبة حطت بكامل ثقلها وسوادها لتعلن رحيلك الذي آلمنا وأوجعنا صديقي العزيز، وداعا طلعت الشايب المثقف الكبير والمترجم الاستثنائي الذي قدم للمكتبة العربية جرعة كبيرة من المعرفة حاولت رأب صدع تراجع فعل الترجمة عربيا مقابل انغلاق أكثر على معرفة الآخر التي لا يحجبها سوى اللغة التي برعت في تطويعها وتقديمها بعمق يشبه روحك ، الكلام يجف عزيزي الطيب وأنا أتذكر تفاصيل جلساتنا وحديثك الذي لا يمل وتلك التفاصيل التي تشكل قامة لن تتكرر وقلبا أخضرا يعشق الحياة والمعرفة ولا أحاول حتى الاعتراف أو التصديق أنك رحلت عنا لمساحة ستكون بالطبع أرحب من هذا العالم الضيق وأنني لن أراك مرة أخرى ولن نضحك معا ونروي قصصا وحكايات تحكي الكثير ولن نتحدث عن صراع الحضارات وتشابكها وعن المنوفية التي تحبها وعن القاهرة التي تراها بكثير من الحنين وأنت تمشي في شوارعها، وداعا صديقي طلعت إنها ليست أزمة قلبية إنها أزمة فراغ سيخلفها غيابك الذي لا نحتمله.

 

إبراهيم خليل الجيدة

رئيس مجلس إدارة نادي الجسرة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى