«شهر المخترعين» يكرّم الإبداع

إليان حداد

لكهرباء، الطيران، الإنترنت، العجلات، التلفزيون والراديو، البنسيلين… كلها اختراعات ساهمت في شكل كبير في تطوير حياة البشر. لذلك، قرّرت «جمعية المخترعين الأميركية» و«أكاديمية العلوم التطبيقية» ومجلة «إنفنترز داجيست» منذ العام 1998 إنشاء ما سُمّي «شهر المخترعين» (نيسان-أبريل) تقديراً لجميع الذين ساهموا في جعل الأرض كوكباً أفضل للعيش بفضل اختراعاتهم، والذين ما زالوا يقومون ببحوثهم لإكمال مسيرة التقدّم. وعندما نقول مخترعين، نفكّر دائماً بأشخاص مثل مخترع الهاتف ألكسندر غراهام بيل أو مخترع اللاسلكي جوليلمو ماركوني.
ولكن في هذا العصر الذي وصلت فيه التكنولوجيا إلى مكان متقدّم جداً، يجب أن نتذكّر أيضاً أشخاصاً مثل مخترع موقع «فايسبوك» مارك زاكربرغ. إذاً، «شهر المخترعين» أقيم لتذكر كل من ساهم في اختراع أو اكتشاف، حياً كان أو ميتاً، ولحض الجميع على بذل جهد علّ أحدهم في مكان ما من الأرض يملك معرفة مخفية.
ولعلّ من أبرز المخترعين الذين غيّرت ابتكاراتهم حياة المجتمعات حول العالم، الأميركي توماس إديسون (1847-1931) الذي اخترع أجهزة وطوّر أخرى فكان لها أثر كبير على البشرية مثل تطوير جهاز الفونوغراف وآلة التصوير السينمائي، إضافة إلى المصباح الكهربائي.
وعندما ابتُكر التلفزيون أوائل عشرينات القرن العشرين، كان بمثابة حدث تاريخي بالنسبة إلى كل الذين عاشوا في ذلك العصر، لأن رؤية أشخاص عبر شاشة وسماع أصواتهم اعتبرا أمراً مذهلاً. وفي ما يخص مخترعه، هناك اختلاف في الآراء، فمنهم من يقول إنه المهندس الاسكتلندي جون بيرد ومنهم من يقول انه الروسي فلاديمير زْووريكين.
وليس خافياً ما قدمته شبكة الانترنت للبشر، من تداول معلومات إلى التعارف واكتشاف العالم بضغطة زرّ.
ورغم أن تاريخها يعود إلى ستينات القرن العشرين مع جي سي آر ليكليدر، فإن الفضل في إنشاء ما يعرف بـ «World Wide Web»، يرجع إلى البريطاني تيم بيرنرز لي الذي أصبح مشروعه متداولاً رسمياً عام 1990، ومن خلاله، أصبح من الممكن «الطيران الافتراضي» حول العالم.
وعلى ذكر الطيران، يعتبر الواقعي منه من أهم الاختراعات أو الاكتشافات. وقد يكون أول ظهور لشغف الإنسان بالطيران في الصين بداية القرن السادس حين كان الناس يقيَّدون بطائرات ورقية كنوع من العقوبة، كما عبّر الفنان والعالم الإيطالي ليوناردو دا فينشي في القرن الخامس عشر عن حلمه بالطيران في تصاميم عدة لطائرات لكنه لم يقم بأي محاولة فعلية للارتفاع عن الأرض. أما محاولات الطيران الجادة فبدأت أواخر القرن الثامن عشر في أوروبا، وراجت في القرن التاسع عشر المناطيد. ومع بداية القرن العشرين، نفذت أول رحلة جوية مسيّرة بطائرة مع محركات. ومن أشهر الذين حاولوا الطيران الفرنسي كليمان أدير والأخوان الأميركيان ويلبر وأورفيل رايت والبرازيلي ألبرتو سانتوس دومون.
لا يمكن حصر الاختراعات، فهناك عدد لا يعد من الاكتشافات المهمة، منها السيارة والطباعة والراديو والكاميرا والتليسكوب والمكيّف وجهاز الكومبيوتر وغيرها. ولا شك في أن مجال العلم رحب رحابة الكون، والعقل البشري لا يتوقف عن الفعل والاستكشاف والبحث عن كل جديد.

(الحياة)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى