«شظايا فيروز» ترصد شجاعة الإيزيديات في مواجهة السبي

بيداء أحمد

صدرت عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت، رواية جديدة للروائي العراقي نوزت شمدين حملت عنوان «شظايا فيروز»، في 284 صفحة من القطع المتوسط.
تتحدث الرواية عن شاب عربي مسلم يدعى (مراد) من قرى غرب جبل سنجار (غرب نينوى) يقع في حب فتاة أيزيدية كردية (فيروز) من قرى شرق الجبل. وبسبب حاجز الدين
واللغة يكتفي مراد بمراقبتها في المكان الذي تبيع فيه البصل على جانب طريق قريب من قريته (أم نهود)، في حين تُبقي هي حدود التجاهل فاصلاً بينهما بسبب تعاليم الدين التي تحرم أي علاقة بين (إيزيدية ومسلم) ويستمران على هذا الحال لأكثر من سنة يقود خلالها مراد حملة في قريته والقرى المجاورة لإعادة أهلها إلى ما كانوا عليه من علاقات أخوية مع الإيزيديين في القرى والمجمعات القريبة، متحدياً بذلك تشدد أخيه غير الشقيق (وضاح) المنتمي للدولة الإسلامية. والوضع القائم في نينوى، حيث صراع دموي بين قوى الأمن من جيش وشرطة، وفصائل دينية مسلحة حولت الموصل والبلدات المحيطة بها إلى ساحة حرب شوارع لم تهدأ قط.
يسير النص في مسارين، الأول تسرد فيه فيروز تفاصيل أسرها مع شقيقتيها وعمتها،
وأماكن تنقلهن في البلدات قبل أن يصلن إلى مدينة الموصل. والثاني يسرد فيه راو عليم رحلة مراد المحفوفة بالمخاطر، واستظهار خبايا التنظيم من النواحي الإدارية والعسكرية والتشــــريعية، والتغييرات الجـــــوهرية التي أحدثها في جميع المستويات داخل مدينة الموصل التي صارت عاصمة للخلافة ، فضلاً عن وصف للدمار الذي حل بمرافقها التاريخية والعمرانية.
تظهر بين المسارين شخصية إشكالية (الحاج بومة)، الذي قضى خمساً وستين سنة من عمره يسجل أسماء الموتى في سجلات اكتظت بها إحدى غرف منزله، يسميها (المقبرة)، عاصر الأنظمة العراقية المتعاقبة من الملكية مرورا بفترة البعث والاحتلال الأمريكي للعراق وما تلاها من سطوة التنظيمات المسلحة، وصولا الى دولة الخلافة، حبه وارتباطه بالموصل منعاه من مغادرتها وكان لقبه يتغير بتغير الأنظمة الحاكمة (بومة، الرفيق بومة، الحاج بومة). شارك مراد في رحلة بحثه عن فيروز مؤمنا بالظلم والتعدي الكبيرين اللذين وقعا على الأيزيدية في العراق.

(القدس العربي)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى