كتاب عرب وأكثر من 700 ألف عنوان في معرض أربيل الدولي للكتاب

وارد بدر السالم

تستمر فعاليات معرض أربيل الدولي للكتاب بنسخته الثانية عشرة الذي افتتح يوم 5 أبريل الجاري ويتواصل إلى غاية الـ15 من الشهر نفسه، بمشاركة 310 دور نشر، قدمت للزوار أكثر من 700 ألف عنوان.

في أربيل، وفي دورة سنوية كتبية حملت الجديد لأول مرة حينما اعتُمِد المعرض من قبل اتحاد الناشرين ليصبح بذلك معرضاً دولياً شأنه شأن بقية المعارض في العالم، بعدما كان توصيفه محلياً إلا هذه المرة التي صار المعرض فيها أكثر مهنية ومعتَمَداً بشكل رسمي، وهذا إنجاز يُحسب لدار المدى بوصفها الراعية له ولإقليم كردستان الذي يعزز الفعل الثقافي في العراق سعيا للمزيدٍ من إرساء القواعد والتقاليد الثقافية الجديدة، بالرغم من الحساسية الاقتصادية التي يعاني منها الإقليم منذ سنتين بسبب الظروف العامة، وبالرغم من أنّ كردستان تعتمد اللغة الكردية لغةً رسمية إلا أنّ العرب يشكلون قسماً كبيرا منها بسبب الهجرة الداخلية التي تجد في كردستان ملاذاً آمناً.

معرض أربيل بهيأته اليوم اختلف نسقه كلياً، خاصة من ناحية التنظيم المميز بمشاركة عربية وأجنبية واسعة النطاق وهو أمر قابل للتطور نظرا إلى إيلاء المعرض أهمية كبرى للتنظيم الذي كان محكما، فقد تم توزيع الأجنحة المشاركة بطريقة عادلة، توفر الخدمات اليومية التي أتاحت الكثير من التسهيلات للمشاركين والضيوف والزائرين، إضافة الى اشتمال المعرض على العديد من الفقرات الثقافية التي تلاقي قبولاً جماهيرياً كما جرت العادة في كل عام.

في هذه الدورة تمت دعوة بعض الأدباء العرب والعراقيين المهاجرين ممن تركوا بصماتهم الثقافية الإبداعية في المشهد الأدبي العام كالروائي سعد السنعوسي صاحب رواية “ساق البامبو” الحائزة على جائزة البوكر للرواية العربية والروائية بثينة العيسى والروائي علي بدر في تأكيد من إدارة المعرض على أن هذه التظاهرة الثقافية التي تطمح إلى أن تتفوق على نفسها وترسي الأسس الكفيلة بتحويل معارض الكتاب في عصر العلم والتحولات الكبرى وما يرتبط بها من تحديات واستحقاقات إلى حامل إيجابي للهمّ الثقافي مرتقية بالحركة الثقافية إلى مستوى الطموحات المشتركة.

وقد أشار فخري كريم رئيس مؤسسة المدى للإعلام والثقافة والفنون الراعية والمشرفة على فعاليات المعرض، إلى أن معرض الكتاب في أربيل يسعى إلى تكريس القيم الجديدة التي تتماشى مع روح العصر ومتطلباته.

وفي دورته هذه نلاحظ أن المعرض تحول إلى مناسبة تستعيد من خلالها المرجعيات الثقافية دورها وتأثيرها كما تشجع الناشرين والمؤسسات الثقافية على توسيع حركة النشر والترجمة وتنظيمها وتحقيق أكثر أشكال التعاون بين الناشرين والمعنيين بالثقافة والكتاب لإيجاد الموارد وتحديد المتطلبات وتحقيق التواصل بين المبدعين والقرّاء بمختلف نزعاتهم وأجيالهم.

(العرب)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى