مختبر للسرديات في الأردن يفتح الأبواب للمغامرات الجديدة

بعد مختبر السرديات في مصر والمغرب والكويت وعُمان، تم في الأردن الإعلان عن إنشاء مختبر للسرديات، سيجري إشهاره يوم غد الأربعاء 19 أبريل الجاري في المكتبة الوطنية بعمّان. وتتكون الهيئة الإدارية للمختبر من الروائيين والقاصين: مفلح العدوان رئيسا، جلال برجس نائبا للرئيس، نائل العدوان أمينا للسر، مخلد بركات أمينا للصندوق، جعفر العقيلي أمينا للشؤون الخارجية، حسين دعسة أمينا للشؤون الإعلامية، وهزاع البراري عضو هيئة إدارية. وسيحتضن المختبر جميع مبدعي السرد الأردنيين والعرب المقيمين في الأردن.

أُسّس المختبر بوصفه هيئة ثقافية تُعنى بكل أشكال السرد في الساحتين الأردنية والعربية، انطلاقا من أن السرد ظاهرة ثقافية، وليست أدبية فقط، تجسّد الخيال منذ أن كانت الحياة، فهو الذي “أنتج صورة عن الذات، وصورة عن الآخرين، واشتمل على رؤية تحمل فكرة عن النّور، وأخرى عن العتمة” بحسب بيان التأسيس للمختبر.

ويؤمن المختبر بالسرد ودوره؛ “ليست وثيقة تُعاين فكرة العيش وتجلياتها فحسب، إنما أيضا كعين تستشرفه”، لذا وُجد المختبر، لينفتح على جميع أشكال السرد ومنتجيه، دون أي مرجعية إلا جِدّة النص، وسعيه الحثيث للمقاربات الحقيقية”.
وأكد البيان سعي المؤسسين إلى إعادة “الاعتبار للمنجز السردي بوصفه منصّة للانفتاح الإنساني، في وقت تتربص فيه الكثير من الأيادي لتنزع راية الإنسانية عن ساريتها، وترفع راية الفُرقة والتناحر”.

وحول أهمية وجود المختبر، قال رئيسه الروائي والقاص والكاتب المسرحي مفلح العدوان “جاء تأسيس المختبر انطلاقا من الوعي بأهمية السرد وضرورة معاينته عبر الرواية والقصة والمسرحية والنصوص، بعين واعية، وناقدة، والإسهام في خلق بيئة مبدعة حرة خلاقة، من خلال المراجعات والقراءات، واستنطاق النص الحاضر، واستحضار النماذج المبدعة، وفتح الأبواب للمغامرات السردية الجديدة، كي تعزز الحضور الإبداعي المهم فيما يخص الأجيال المبدعة في مجال السرد في الأردن، ليكون تلمّسه بتجلياته وأبعاده الإنسانية ومساحاته الإبداعية”.

وأضاف العدوان أن المختبر “سيشكل مع مختبرات السرديات العربية، شبكة لمعاينة واعية للمنتج السردي العربي، من خلال التنسيق وتنظيم المؤتمرات والحوارات والندوات المشتركة، خاصة أن المبدعين في تلك المختبرات العربية لديهم الأهداف والهموم والتوجهات نفسها”.

من جهته، رأى نائب الرئيس جلال برجس أن المختبر أضحى “ضرورة قصوى، لأهمية المنجز السردي في الإعلاء من القيم الإنسانية، وتعظيم مناراتها العالية التي لها أن تساهم بدحر العتمة من الدروب التي تتطلع إلى مستقبل إنساني زاهر”.

وأوضح برجس أن جملة من الأنشطة غير النمطية للمختبر ستكون بمثابة سبل مدروسة تلقي الضوء على السرد المكرّس وتأخذ بيد التجارب السردية الجديدة وفق رؤى وأدوات لا تتحقق إلا بثالوث الروائي والناقد والقارئ. وبيّن برجس أن الانفتاح على مختبرات السرد العربية والأوروبية يأتي من إيمان المختبر بإنسانية السرد ومضامينه.

وقال أمين الإعلام في المختبر الكاتب والناقد حسين دعسة، إن من أبرز معالم التنوير الثقافي في البلاد العربية، “ازدهار حالة النقد الذي يترافق مع وجود حركة تأليف مميزة وذات فعالية”.

وأضاف “نحن في الأردن؛ إذ نعلن تأسيس هذا المختبر، فإننا نعي أهمية وجود دعامات وأوعية ثقافية تتحمل حركة السرد وما ينشأ عنها من تمايز نقدي”، مشيرا إلى أن مختبر السرديات الأردني “فسحة” للإطلالة على عالم التنوير والتجريب.

من جهته، أوضح أمين النشر في المختبر القاص جعفر العقيلي أن من غايات المختبر تجويد المدوّنة السردية باستخدام النقد والتحليل المستندَين إلى أدوات علمية ومعرفية ونقدية، مؤكدا أن المختبر سيوسّع من نطاق نشاطه بحيث يكون حاضنة للتجارب التي تؤمن بالتفاعل الخلّاق، وبأن النص كائن متجدد لا حدود لنموّه، كما سيسعى المختبر إلى الارتقاء بنوعية الكتابة السردية عن طريق إثراء قدرات الكتّاب، بخاصة الشباب، في المجالات المعرفية والثقافية المختلفة.

(العرب)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى