زياد برجي في مواجهة أربع نساء

أمين حمادة

يواصل الفنّان اللبناني زياد برجي تصوير مشاهده في مسلسل «بلحظة» الاجتماعي المعاصر، من إنتاج شركة «الصدى»، وكتابة وسيناريو وحوار ندين جابر، وإخراج أسامة الحمد. يشدّد الممثل والمغني والكاتب والملحن في مقابلة مع «الحياة» على أهمية الدور الجديد الذي يشكل كما يقول «محكاً في مسيرتي التمثيلية بسبب عمقه وأبعاده التي لم أذهب اليها من قبل»، كاشفاً بعض الملامح الدرامية الخاصة بشخصية «سيف» التي يجسدها في العمل المؤلف من 60 حلقة، بحوادث حول حياة عائلتين غنيتين وتتمتعان بنفوذ قويّ بسبب الأعمال المشبوهة مثل تجارة المخدرات والممنوعات، والتي تسعّر حرباً ضروساً وطويلة بينهما تؤدي الى ثارات كثيرة وشلال من الدماء، إلى أن تقررا إنهاء الخلاف من خلال تحقيق رابط مصاهرة بينهما، فتزوجان ابن إحدى العائلتين الى ابنة الأخرى من دون الأخذ في الاعتبار خيارات العروسين، قبل أن يتحول الحل الى فتيل صراع جديد.
يرى برجي أن «جمال تركيبة سيف وصعوبتها، يكمنان في أنها غير قائمة على طبقة واحدة من المشاعر أو القيم مع ثبات كثير منها، إذ غالباً ما يكتشف أساسات جديدة مع كل انعطاف أو تحدٍ جديد يخوضه، بخاصة أنه يمر في ظروف غير عادية ولا تقليدية، يمكن توصيفه بأنه الطائر الذي يغرّد خارج سربه، قبل أن تعيده الحوادث قهراً اليه». ويضيف محدداً أدوات الشخصية: «شخصية جدية ونظيفة، عنيدة وذكية لتجد الحلول في أصعب المواقف، لكنها قليلة الكلام، والتعبير الخارجي إذا صح القول، لأنها من النوع الكتوم الأشبه بالبركان، فالتناقض بين ما تريده وما تعيشه يفرض عليها ازدواجية بين الظاهر والباطن. الكاراكتير يحتاج إلى كثير من العمل، فيه كثير من النقاط التي يجب أن يراها المشاهد بلا مبالغة أبداً، وهو أمر جديد عليّ في التمثيل».
ويعلّق ممازحاً حول عدم الكلام كثيراً بلسان الشخصية: «من الأفضل للرجل السكوت في حضرة النساء، بخاصة ان سيف يجد نفسه عالقاً بين أربع نساء، والدته المتسلطة، والفتاة التي يحبها، وأخرى تحبه، والمرأة التي تحكمه الظروف بالزواج منها بشكل غريب كونها أرملة شقيقه، هذا ما أقحمتني به السيدة الخامسة: الكاتبة».
ويوضح أنه عمل وفق السيناريو على ثنائية مختلفة مع كل من هذه النساء، باختلاف المواقف، بخاصة العلاقة التي تجمعه بأمه «ربى» من تجسيد الممثلة اللبنانية كارمن لبّس، صاحبة النفوذ في منطقتها، والقيد المحكم على أفراد عائلتها حتى بوجود زوجها. يقول برجي: «على رغم الخلافات التي تقع بين سيف ووالدته، وما تفرضه عليه من أحكام جائرة من أجل مصلحة العائلة من وجهة نظرها، من دون الاكتراث لإرادته أو استقلاليته، فإنه يجد نفسه في وقت من الأوقات أنه ثمرتها بالمعنى المعنوي لا البيولوجي فقط، فيكتشف في باطنه شبهاً بها يصدمه، بعد ان حاول سابقاً التفلت من سطوتها بسبب اختلافهما».
وعن خط «سيف» في سير الحوادث، يقول برجي: «يرفض واقعاً معيّناً عرضته عليه عائلته بأن يعمل في الأعمال الممنوعة، فيترك كل ذلك مسافراً إلى إسبانيا حيث يبني مستقبله وأعماله الخاصة. يضطر إلى أن يعود إلى بيروت بسبب زواج شقيقه، قبل الزواج من أرملته غصباً، والغرق شيئاً فشيئاً في مستنقع العائلة المشبوه». ويضيف: «يضطر سيف لأن يقف في معظم المواقف بين ما يختاره قلبه والواجب والأخلاق. يتعذب لأنه يفضّل دائماً أن يقف في صف الأخلاق والنخوة ولو بكسر قلبه الذي يدق في مكان واحد، لكنه موجود بحكم الظروف في مكانين، فيعيش كل الوقت في وجع عاطفي».
برجي الذي يخوض غمار الدراما التلفزيونية، منذ انطلاقته التمثيلية في مسلسل «غلطة عمري» (كلوديا مارشيليان/ فيليب أسمر) في عام 2011، يؤكد أن القرار حينئذ كان بسيطاً من دون عمق: «كنت أفكر فقط بكيفية تحقيق الانتشار الخاص بزياد برجي المطرب وتقويته، إذ لم يكن يسندني أي منتج يوماً، أنا كنت منتج نفسي، وأيضاً من أجل تحقيق المدخول، فلما أتتني الفرصة، استغللتها للترويج لنفسي وإصدار الأغاني أيضاً». ويتابع: «أظن أن الناس أحبتني وأهل الصناعة رأوا موهبتي وحفزوني للاهتمام بها، الآن أصبح التمثيل لدي مشروعاً خاصاً قائماً بذاته». ولكن من يفضل ضمن الشخصيات الفنية التي يحملها؟ يجيب برجي: «لم يعد هناك زياد المطرب أو زياد الملحن أو زياد الممثل، بل زياد الذي يحمل كل هذه المجموعة ويقدمها ويتمنى أن ينجح بها كلها، في كل هذه الزوايا الفنية الضخمة والصعبة، ولكن تبقى الموسيقى هي المحفز، يعني زياد المطرب من الداخل، أنا خلقت مع الموسيقى، لكن مشروعي أصبح أكبر ومتطوراً أكثر».

(الحياة)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى