قوالب الأغنية العربية الموّال والقصيدة والديالوج

بسنت حسين
• الموال

فن الغناء المرتجل، وهو فن شعبى قديم بل هو أقدم أشكال الغناء على الإطلاق.

نظم الموال

عدد الأبيات والشطرات

المفـــرد: ثلاثي، خماسي، سباعي أي 3 أو 5 أو 7 شطرات.

الزوجي: رباعي، سداسي، ثماني أي 4 أو 6 أو 8 شطرات.

وقد يحتوى الموال على أكثر من مقطع على نفس النظم.

القـوافي

تتنوع القوافى بحيث تكسر رتابة القافية الواحدة، ويمكن أن تختلف القافية داخل المقطع الواحد، كما يمكن تكرار قافية بعينها في نهاية كل مقطع، إما مشابهة لختام المقطع الأول أو مختلفة عنه.

ومن الناحية الشعرية فالموال غناء بالعامية يستخدم اللغة الدارجة الواردة على ألسنة العامة بما في ذلك اصطلاحاتها وأمثالها وحكمها، وتستخدم فيه ألوان المقابلة اللفظية كالجناس والطباق والصور البلاغية القوية كالتورية.

لحـن الموال

والموال غناء فردي حر لا يتقيد بأزمنة أو إيقاعات، وإن بدأ المطرب غناءه بمقام موسيقي فإنه قد يتفنن في التنقل إلى مقامات أخرى بطريقة تمكنه من العودة إلى المقام الذي بدا به، ولكن حيث إن الأصل في الموال هو الارتجال النغمي فإن الموال قد يغنى من مقامات مختلفة ولا يشترط غناؤه من نفس المقام كل مرة.

أغراض شعر الموال

اتنوعت أغراض الموال بين الغزل والعتاب والمدح والذكريات والقصص الشعبي.

الليالي

الليالى نوع من الموال يغنى فقط بكلمة يا ليل أو يا عين، وليس الغرض منه التغني بالكلمات بل هدفه الأساسي الطرب، وهو استعراض ارتجالي فوري للمطرب الذي يستعرض فيه إمكانيات صوته وحسه النغمي ومعرفته بالمقامات التي يتنقل بينها بينما يعود إلى المقام الذي بدأ منه، وقد يكون غناء الليالي تمهيدا لوصلة غنائية أو داخل الأغنية كجزء حر.

تطور الموال

جرت العادة منذ القرن التاسع عشر على بدء الوصلات الغنائية بغناء الموال لتركيز المقام الذي تغنى منه الوصلة، وبرع في ذلك عبده الحامولي وصالح عبدالحي.

في أوائل القرن العشرين طرأ على فن الموال بعض التطورات فظهرت أشكال جديدة منه مثل:

الموال الموقع: أي بمصاحبة إيقاع، مرتجل وغير مرتجل.

الموال الملحن: أدخل محمد عبدالوهاب التلحين على قالب الموال فقيّده بلحن ثابت يؤدى بنفس الطريقة كل مرة، وكذلك فعل القصبجي والشيخ زكريا، وهكذا أوجدوا طريقا للمطربين الذين لا يتمتعون بملكة الابتكار الفوري لأداء المواويل.

مواويل الأغاني

وهي أجزاء من ألحان الأغاني يتم تلحينها بطريقة الغناء الحر، وقد عمد الملحنون في أحيان كثيرة إلى إدخالها في نسيج الأغاني كأجزاء حرة داخل لحن الأغنية.

الموال الدرامي

وهو موال استخدمه الملحنون في دور جديد للموال في السينما للتعبير عن المواقف الدرامية والحالات النفسية.

من أشهر ملحني المـوال في القرن العشرين محمد عبدالوهاب، محمد القصبجي، وزكريا احمد.

من أشهر مطربي الموال صالح عبدالحي، محمد عبدالمطلب، كارم محمود، محمد فوزي، فريد الأطرش ومحمد العزبى.

من أشهر المواويل

محمد عبدالوهاب – مواويل مستقلة مثل: اللي انكتب ع الجبين، كل اللى حب اتنصف، سبع سواقي، في البحر لم فتكم.

أم كلثـوم – مواويل مستقلة مثل: الليل اهو طال، يا مجـــد، ألحان محمد القصبجي.

ليالى الحنة، فضل لى إيه، يا بعيد الدار، ســـلام الله، برضاك، ألحان زكريا أحمد.

• نماذج من الموال

كل اللى حب اتنصف. لحن وغناء محمد عبدالوهاب – كلمات ابراهيم عبدالله.

كل اللى حب اتنصف وانا اللى وحدى شكيت

حتى اللى رحت اشــــتكى له قاللى ليه حبيت

لا شـــــكوى نفعت ولا يا قلب الحبيـب رقيت

احتـــــرت والله واحتـــــار دليــــــلى يا ناس

يا ربى أمـــــرك وباللى كتبــــــته أنا رضيت

فى البحر لم فتكم. لحن وغناء محمد عبدالوهاب – كلمات بيرم التونسي.

فى البحــــــر لم فتــــكم فى البر فتــــــونى

بالتبـــــــــــر لم بعتــــكم بالتبــن بعتـــــونى

أنا كنت وردة فى بســــــتانى قطفنـــــــونى

وكمت شــــمعة جـــــوه البيـــت طفيتــونى

لو عدت دى المرة هـــاتوا المر واســـقونى

نماذج من الليالي

مـــــوال أغنيـة يا دارة دوري. لحن الأخوين رحباني غناء فيروز.

• القصيدة

هي شعر عمودي مقفى، وتعتبر من أرقى أنواع الغناء العربي وتغنى ملحنةً أو مرتجلةً فإن كانت ملحنةً فيجب أن يكون هناك لوازم موسيقية وإيقاع محدد يلائم هذا الشعر، أما إذا كانت مرتجلة فتعتمد على مقدرة المغني أولاً وأخيراً وعلى حسن تصرفه في المقام.

يعتبر الشيخ أبو العلا محمد هو الرائد الأول في تلحين القصيدة، فقد حافظ على القالب التقليدي للقصيدة، وألزم المطربين بالتقيد الكامل بشروطه من خلال اللحن الذي يضعه، ولم يسمح بالتصرف فيه إلا في الحدود الضيقة التي يتطلبها أسلوب الارتجال في العرض الصوتي ومؤلفاته لا تخرج بمجموعها عما ذكرناه، وتعتبر حتى اليوم صورة ناطقة عن تعصبه وحبه للغة العربية الفصحى وتعتبر قصائد أبي العلا محمد نموذجاً مثالياً للقصيدة العربية في الغناء الكلاسيكي لحناً وأداءً وصياغةً ومن أشهرها “وحقك أنت المنى والطلب” و”أفديه إن حفظ الهوى”.

أما محمد القصبجي فكان يحلم بأن يتكلم من خلال القصيدة، بلغة العصر الذي يعيش فيه ومن هنا تباينت طريقتا أبي العلا ومحمد القصبجي في نظرتهما لمستقبل القصيدة، فالأول يريد التمسك بقالب القصيدة واللغة العربية الفصحى، والثاني بدأ يحاول في تطوير قالب القصيدة كي تتفق وحاجات العصر الذي تعيش فيه فكانت قصائده الأولى لأم كلثوم.

أما محمد عبدالوهاب فقد استفاد من إصلاحات الشيخ أبي العلا محمد والقصبجي معاً، لكنه لم يخرج عن القالب التقليدي كثيراً ومن أشهر قصائده يا جارة الوادي.

• الديالوج

وهو عمل غنائي موظف ضمن عمل درامي، ويشترط في غناء الديالوج شخصين مطرب ومطربة (و أن كان هذا تغير في أواخر القرن الماضي حيث ظهر مغنيين معا).

أشهر من غنى الديالوجات: محمد عبدالوهاب وليلى مراد “يادي النعيم”، رياض السنباطي وهدى سلطان “فاضل يومين”، إبراهيم حمودة وأم كلثوم “إحنا لوحدنا”

(ميدل ايست أونلاين)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى