للفشل المدوّي أيضاً متحفه

إليان حداد

«التعلم هو الطريق الوحيد لتحويل الفشل إلى نجاح». هذه هي الجملة التي تستقبل كل من يدخل موقع «متحف الفشل» السويدي الإلكتروني، وهو تابع لـ «متحف الفشل» الذي فتح أبوابه أمام الجمهور أخيراً في مدينة هلسنبورغ في جنوب السويد.
في هذا المتحف، يجد الزائر مجموعة كبيرة من الابتكارات المثيرة للاهتمام، لكنها أخفقت ولم تحقق إلا فشلاً ذريعاً. ويقول الاختصاصي في علم النفس العيادي والمسؤول عن المشروع سامويل وست (43 سنة) إنه يعطي الزوار تجارب تعليمية مهمة من خلال عرض المنتجات والخدمات مع تفسير عنها باللغتين الإنكليزية والسويدية وقريباً الألمانية، إضافة إلى شرح بسيط لأسباب فشل تلك المعروضات. ويضيء المعرض أيضاً من خلال 70 منتجاً، على الأخطار الكثيرة المحفوفة بها طريق الابتكار. أما فكرة المتحف فاستلهمها وست عندما كان في إجازة، يقول: «نعرف أن 80 إلى 90 في المئة من المشاريع والابتكارات تفشل ولا نقرأ عنها شيئاً ولا نراها ولا نعرف أسباب فشلها لنتعلم من الأخطاء. لذلك شعرت بأننا في حاجة إلى الإضاءة على تلك المشاريع الفاشلة علّها تكون بمثابة معلّم للمبتكرين الجدد». ويضيف: «حتى أكبر الشركات العالمية تفشل في بعض المنتجات، والعبرة تكمن في بناء ثقافة داخل الشركات تتقبل الفشل لتصبح بقعته أصغر».
وفي «متحف الفشل» منتجات كثيرة منها أبصرت الضوء وبقيت في الأسواق سنوات قليلة، ومنها ما بقيت في الظلام وفشلت حتى في أن تكون على رفوف المتاجر. ومن المعروضات، كاتشاب لونه أخضر ورقائق بطاطا خالية من الدسم. ويضم المتحف أيضاً إلكترونيات كثيرة منها جهاز «تويتربيك» الذي أنتجته «تويتر» عام 2009 سعره 200 دولار وهو مخصص للتطبيق فقط، فلا يمكن استعماله لغاية غير التغريد. فمن رآه في ذلك الوقت، اعتبره لا يستحق أن يقتنى. وهناك الكاميرا الرقمية «كوداك دي سي 40» التي أنتجتها شركة «كوداك» عام 1995 وكانت الأولى من نوعها، إلا أنها فشلت بسبب الإفلاس الذي تعرضت له الشركة عام 2012، في ظل انتشار مواقع التواصل التي تتيح تَشارك الصور في شكل سريع وفعال. فقد فشلت الشركة في تقويم الوضع الذي وصلت إليه الشبكات الاجتماعية في ما يتعلق بالصور.
أما في سوق المأكولات والمشروبات، فيعرض المتحف منتجين لشركة «كوكا كولا». الأول «كوك 2» أو «الكولا الجديدة» التي حلت مكان زجاجات الكوكا كولا القديمة عام 1984. إلا أن مستهلكي ذلك المنتج طالبوا الشركة بالمنتج القديم، فتوقفت عن صنع الجديد عام 2002. والثاني هو «كوك بلاك» الذي أنتج عام 2006 وهو عبارة عن كولا ممزوجة بطعم القهوة، لكنه فشل فشلاً كبيراً لعدم نجاح الشركة في خلط الطعمين، ما أدى إلى إلغائه عام 2008. ومن ناحية أخرى، حاولت شركة «كولغيت» لصنع معجون الأسنان أن تدخل سوق الأطعمة عبر إنتاجها في ثمانينات القرن العشرين أطعمة مجلدة، إلا أنها فشلت في الوصول إلى ثلاجات الناس. فأوقفت الإنتاج بعد فترة وجيزة.
تبقى الإشارة إلى أن «متحف الفشل» ليس دائماً، بل يفتح أبوابه حتى أيلول (سبتمبر)، ربما في انتظار تجميع مزيد من المنتجات الفاشلة وجمعها في مناسبة أخرى…

(الحياة)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى