شارلي شابلن في ضواحي القاهرة

نهى عابدين

مرة كل شهر، يلتقي أهالي ضاحية مدينة السلام الشعبية (شرق القاهرة)- وعدد غير قليل منهم أميون- مع أفلام الممثل الإنكليزي الأبرز في تاريخ السينما الصامتة شارلي شابلن (1889 إلى 1977) كافتتاحية ثابتة لأمسية سينمائية تثقيفية ضمن مشروع «سينما شارعنا» الذي أطلقه الشاب مصطفى حسين (28 سنة) بدعم من المركز الثقافي البريطاني، بهدف تثقيف ضاحيته.
وعلى رغم أن شابلن خلال تلك الأمسيات السينمائية مجرد افتتاحية بينما تتمثل الوجبة الأساسية في فيلم طويل أو وثائقي، أجنبي أو عربي يحمل قيمة فنية وثقافية ولا ينتمي إلى السينما التجارية الرخيصة التي تسعى إلى الربح بغض النظر عن المضمون، غير أنه صاحب الفضل في تجميع أكبر عدد من الجمهور غالبيتهم من الأطفال، بقدرته على خطف أعين المارة بحركاته الحيوية وحضوره الطاغي وعروضه الصامتة التي يعد فيها الصمت عامل جذب إضافياً، إذ لن يتكلف هؤلاء البسطاء عناء محاولة فهم لغة غريبة أو قراءة الترجمة لها.
على أحد الأرصفة ينصب حسين شاشة العرض وحولها مجموعة من الكراسي، ويبدأ في تشغيل الأفلام. وما بين الفيلم الوثائقي الإسباني «فلامنكو» عن أصول الرقصة وإيقاعاتها، والفيلم الإيراني «باران» الذي يجسد معاناة الأفغان الهاربين إلى إيران بعد سيطرة طالبان على أفغانستان، والفيلم السنغالي «الفتاة التي باعت الشمس» تفاعل رواد الشارع مع ثقافات متنوعة وتعرفوا إلى مزيد من الفنون وفق مؤسس المشروع، بما يصب في الهدف الرئيس من المبادرة «الارتقاء بالوعي الجمعي وإتاحة الفرصة لكل شخص لتكوين وجهة نظر خاصة، ورأي فني مكتسب عبر خبرات متراكمة من مشاهدة أفلام عالمية غير تجارية تمس الجانب الاجتماعي والنفسي لدى جمهور الشارع».
تفتقر الضاحية الشعبية لأي مراكز تثقيفية سوى صالة عرض سينمائية مهجورة ومركز ثقافي وإعلامي لا يكاد نشاطه يذكر، لذلك كان لسينما شارعنا الفضل في «إضفاء حال مختلفة عن تجمعات الأهالي في المقاهي أو خلال مباريات كرة القدم، وأتاحت بديلاً من الأفلام الهندية والعربية، واكتسبوا عبر الأفلام المقدمة من المشروع معلومات جديدة عن بلدان لم يروها وربما لم يسمعوا عنها من قبل»، يقول الشاب العشريني أحمد إبراهيم أحد متابعي المشروع. ويضيف: «إقبال أطفال السلام على مشاهدة العروض أفضل ما في المشروع، إذ خلقت لهم جانباً ترفيهياً مختلفاً يحمل بين طياته جوانب ثقافية متنوعة ترتقي بأفكارهم ومشاعرهم». ويجد اختلافاً بين أول يوم عرض والآن فالجمهور الذي لم يتجاوز 5 أفراد أصبح يضم عشرات المتابعين.

(الحياة)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى