‘حسام وجانيت’.. بهجة غنائية

بسنت حسين
الأغنية هي أبسط أنواع الفنون وأكثرها انتشارا وتأثيرا، ويرجع ذلك لبساطتها في الطرح، ومن ثَمّ التأثير على مختلف الشرائح العمرية والثقافية.

فثالوث الأغنية الناجحة هو الأداء والكلمات والألحان، ولا يمكن الجزم أيهم الأعلى تأثيرا فذائقة المتلقي هي الحكم مهما اختلف رأي المتخصصين.

بسلاسة فائقة استطاع الثنائي الشاب “حسام وجانيت” أن يقدما حالة جديدة في الغناء عنوانها “البساطة” ومفتاحها “البهجة”، لإعادة الأغنية إلى سابق دورها في نشر البهجة في نفوس المستمعين، وذلك قبل أن تستخدم لأغراض سياسية أو لرواج اقتصادي دعائي.

التأثر بالموسيقى المختلفة لعب دورا محوريا في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، في شهرة عبده الحامولي، ولتتويج سيد درويش على عرش التلحين والغناء، وسلك كل عباقرة الموسيقى هذا النهج من بعدهم، ولعل أبرز مثال هو الأخوين رحباني في اقتباس لحن “موزرات” في أغنية “يا أنا وياك”.

فالتأثر بالموسيقى الغربية لم يعد بالأمر الغريب وكذلك تأثر الغرب بالإيقاع الشرقي.

لعل هذين الشابين وعيا الدرس جيدا، فدراستهما في كلية التربية الموسيقية ومعهد الكونسرفتوار وطبيعة عملهما كمغنيين في فرقة “اكابيلا” بالأوبرا المصرية جعلت من أصواتهما الجميلة أصوات متخصصة، تستطيع أن تؤدى أصعب الأغاني ببساطة ليس فقط في الأداء فحسب، ولكن أيضا في التوزيع المدروس بشكل يلائم طبيعة الالة الوحيدة المستخدمة للعزف وهي “الجيتار”.

فقدم الثنائي عددا من الأغاني باللغتين العربية والإنجليزية يتسم لحنها بالطابع الغربي الكلاسيكي ، مثل:

Fly me to the moon, something stupid, la vie en rose ,perhaps

وبدا حبهما وشغفهما بالسيدة فيروز واضحا في احتفالهما بعيد ميلادها في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي (2016) بغنائهما لأغنية “بتذكرك بالخريف” بتوزيع جديد ينم عن ثقافة موسيقية واسعة وموهبة فذة، فقد أضافوا للأغنية “روح” لمسها كل المتابعين لصفحتهما وأشادوا بروعة التعديل.

فهل حقا سيحصلان على لقب “زهر التشرين” تزامنا مع بدايتهما الحقيقية في “تشرين الثاني /نوفمبر 2016” كفرقة غنائية ذات طابع مستقل في الإدارة و التسويق، إلا أنهما لا يشبهان أيٍ من فرق الـ underground.

إنهما حالة غنائية لا نستطيع تسميتها حاليا، وباكورة لمدرسة غنائية جديدة، قد تكون الرائدة في السنوات القادمة بالقليل من الدعم.

ليس فقط بالصوت الملائكي الساحر وموسيقى الجيتار والإيقاع المضبوط يتميز “حسام وجانيت” بل بروح المرح والبهجة، فمع أولى أغانيهما “بالعكس” المقتبسة من اللحن الغربي لأغنية perhaps ظهرت حالة البهجة عند مشاهدة الأغنية، وهي إحدى أهدافهما في الغناء، فعلى حد تعبيرهما: “عايزين المتلقي يكون مبسوط بالأغنية”.

وتكررت التجربة عند غنائهما لأغنية “يوم ما سيبنا بعض”، وهي مقتبسة من اللحن الفرنسي الشهر لأغنية la vie en rose.

قدما الثنائي حفلتين في يونيو/حزيران 2017 وبانتظار الموسم الجديد لإدراج حفلاتهما ضمن الحفلات الغنائية تحت إشراف وزارة الثقافة المصرية والجهات التابعة لها.

سيتساءل البعض هل سيقف الثنائي عند هذا الحد من إعادة غناء الأغاني الشهيرة بصورة جديدة ومبسطة؟

الإجابة تأتي من أغنية “كلنا واحد” من كلمات محمود جيوشي وألحان حسام الملاح وهى الأغنية الأولى الخاصة بهما، وقد حصدت على إعجاب المتابعين والإشادة بها وبأصواتهما.

(ميدل ايست اونلاين)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى