مناجاة ..للكاتبة سناء تراري

خاص (الجسرة)
– هو : سلام وأنت تعدين نار الصباح.
– هي :سلام وأنت تضبط إيقاع الأشرعة نحو غياهب المجهول.
– هو : لا قيمة لأشرعة تراقصها الريح ما لم تكن عينيْك السفينة.
– هي : عيناي سفينة ربانها بحارٌ هاوٍ أرهقني لا أعرف ما سبيله، أيُسرى أمْ يُمنَى، فما بَرحتُ مكاني.
– هو : هاوٍ من الهوى، لا الهواية، وأنت سيدة الغواية، وبَحَّارُكِ طُرد من الجنة قبل أن يقطف الثمار.
– هي : طرد من الجنة لأنه لم يعرف متى تُؤكل الثمرة، وسيدة الغواية موصومَةٌ بهوىً بلا قرار، كيف لها الفرار ؟
– هو : لم تعلمه حواء طقوس رقص النار…وموسم جني الثمار، فاحتار…وما زال ينتظر.
– هي : من أشعل اللهب من تحت الرماد فحوَّله من رهبة إلى رغبة. تخلصْ من الحيرة واقطف ثمرتك المقدرة لك منذ الأزل، الثمار لن تلتصق بأغصانها للأبد.
– هو : وهل تساعدني الحواء على تخطي الرهبة نحو الرغبة…وما مواسم الحصاد ؟
– هي : هو موسم واحد لمن كان معه على موعد. احصدْ أو تُحصد، والثمرة التي تذكي الرغبة فيك تلك هي ثمرتك، فلا تخطئ الموعد.
– هو : البستان عامر بالثمار، شهي حد التيه، قريب حد الأنفاس الملتهبة، بعيد حد الرغبة الممتنعة، جلنار رمانُه يتفتح ضدا على منطق دورة الفصول، بركانُه لا ينبئ بلحظة الفوران، باردٌ حد القطيعة، دافئٌ حد الاحتضان، إنها المسافة بين الرهبة والرغبة وآدم وحيدا ينتظر.
– هي : وحواء وحيدة تحتضر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى