نحاتون سودانيون يعبّرون عن التنوع الفني من خلال معرض جماعي

صلاح الدين مصطفى

على صالة المركز الثقافي الفرنسي في الخرطوم يقدم خمسة نحاتين سودانيين أعمالهم الفنية المنفذة من الطين، الخشب، المعدن، الزجاج وغيرها من المواد، بالاشتراك مع المركز القومي لتأهيل المكفوفين. المعرض الذي افتتحته السفيرة الفرنسية في الخرطوم يوم الأحد 972017 مستمر حتى العاشر من الشهر المقبل.
وجاء في ديباجة الافتتاح أن هذا المعرض «مسار فني يمكنكم استكشافه عبر أعينكم وأطراف أناملكم». ويشارك في المعرض الفنانون «عبد الرحمن أحمد، حيدر عبد القادر، أميمة حسب الرسول، ليلى آدم، عوض عمر ووليد حسن»، إضافة للفنانين المحترفين، تعرض أعمال نفذها منتسبون للمركز القومي لتأهيل المكفوفين أبرزها لوحات من السيراميك (الخزف) الذي يتم إحراقه ومعالجته في إشكال إبداعية.
الخرطوم التي تشهد هذه الأيام أمطارا أحالت شوارعها إلى لوحات سريالية، احتفت كثيرا بهذا المعرض الذي يغلب على زواره قبيلة الفنانين التشكيليين والمهتمين بالفن، ويمثل، من خلال طريقة المشاركين فيه والخامات المستخدمة في الأعمال الفنية، تنوعا يعكس جانبا من طبيعة المجتمع السوداني.
ويقول الفنان التشكيلي سيف الدين اللعوتة لـ»القدس العربي» معلقا على هذا المعرض: «التعبير عموما، ومن خلال الفن لا يتوقف لأي سبب، والمبدعون مكون أساسي في المجتمع حتى في تلك البلدان التي تحرّم الفن وتقمعه». ويضيف أن هذا المعرض يقام في ظروف صعبة تواجه الفنانين التشكيليين في السودان، وتتمثل هذه الظروف في ضيق الإمكانيات وندرة المواد ويطالب بأن يجد هؤلاء الفنانون التقدير على هذا المعرض.
ويلقي سيف اللعوتة نظرة على الأعمال المشاركة، ويصف أعمال ليلى آدم من قسم الخزف بالجيدة، ويلاحظ الأثر الإفريقي (غرب إفريقيا على وجه الخصوص) في منحوتاتها، ويشير إلى التحول الذي حدث في أعمال حيدر عبد القادر باستخدام الزجاج المصهور، الأمر الذي يعكس تنوعا جيدا في الاستفادة من الخامات الموجودة.
ويقول إن الفنان عوض عمر أسير للتشكيل من خلال المعادن، واشتهر بنحت الحيوانات (الثيران) لكنه هنا يقدم وجوها أخرى، ويركز على المرأة من خلال صانعة وبائعة الطعام، التي تحمل قدحا لصنع الطعام على رأسها، أو الفتاة المسماة بالابنة بما فيها من دلالات رمزية . ويصف النحات عبد الرحمن أحمد بالبارع وهو يستخدم الخشب في أعماله، إضافة لمشاركته في هذا المعرض بلوحات أخرى، ويبدي اللعوتة إعجابه بأعمال النحاتة أميمة حسب الرسول، خاصة من خلال تميزها في استغلال الفراغ والكتلة، ويضيف أن مثل هذه الأعمال نفتقدها في الشوارع والميادين العامة ويوجه رسالة للمسؤولين لتبني تزيين الشوارع والميادين بمثل هذا النوع من الأعمال الفنية.
وينتقد اللعوتة غياب الجهات الرسمية ممن يديرون المؤسسات الثقافية، وكذلك أجهزة الإعلام المختلفة من تسليط الضوء على مثل هذا النوع من المعارض. ويشير إلى حدوث تقدم واضح في تذوق الفنون التشكيلية، خاصة من قبل الأطفال، ويعزو ذلك للتطور التقني والانفتاح على ثقافات العالم المختلفة، سواء عن طريق القنوات الفضائية أو الإنترنت.
المعرض الذي جاء تحت اسم (لمس) يهدف بحسب بعض التشكيليين، الذين شكلوا حضورا واضحا فيه، إلى لفت انتباه الجمهور إلى إمكانية الاستفادة من مختلف الخامات المتوفرة في البيئة السودانية، لإنتاج أعمال تشكيلية تسهم في ترقية الذوق الفني وتنمية الذائقة البصرية.

(القدس العربي)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى