جربة التونسية تفتح أحلامها لرواد ‘ملتقى حرفي فنان’

شمس الدين العوني

 

ذات صيف من سنة 2005 مثلت جزيرة الأحلام بتلويناتها تجاه فتية الحرف والفنون حيث المجال الذي صار قوس قزح على المكان.. جربة.. فنانون وحرفيون وتشكيليون من تونس وليبيا والعراق وألمانيا ومن جهات أخرى جاؤوا يغمرهم نشيد اللون والنحت والخزف، فكانت جربة فاتحة أحضانها بكثير من الحلم والشوق والترحاب وانطلقت لأيام لعبة الفن الجميلة في الساحات والشوارع والأمكنة المختلفة.
ويذكر الفنان الطيب زيود هذه الأيام التي كانت فسحة للابداع الفني وإبراز وتطوير مهارات الحرفيين وتعرف الضيوف من تونس وخارجها على حيز من تقاليد أهل الجزيرة وعاداتهم وخصوصياتهم في اللباس والمأكل والمناسبات وكانت أياما مفتوحة على الإبداع والإمتاع من ذلك اللقاء برأس الرمل والمنحوتات بساحة حومة السوق والمعرض الفني للأعمال المنجزة خلال تلك الدورة التأسيسية التي عانق فيها فتية جربة الفنان الطيب زيود والدكتور بن حمودة والأديب المنوبي زيود تلك الأحلام التي ترفع جربة الى مراتب المدن الطافحة بالابداع والفنون قولا بثراء تاريخها وغنائها الثقافي.
مرت سنوات وكان لا بد من الامكانيات والدعم لمواصلة الحلم والعمل على التأسيس الذي يمنح الدأب والمواصلة والحفاظ على مكسب الفكرة والمشروع والبرنامج.
الآن تبلورت الفكرة وتحمس الجميع وكبر البرنامج ليكون هناك هذا الملتقى الذي يعزم أصحابه على الإفادة من 12 سنة مراكمة وتفكير لتكون الفترة من 14 الى 18 جولة ثابتة ومعززة وقوية ضمن مسيرة البدايات لفعالية مهمة وكبرى هي ” ملتقى حرفي فنان” بجزيرة الأحلام جربة.
وفي هذا السياق يقول الفنان الطيب زيود مدير الملتقى: تعددت منذ أشهر جلسات النقاش حول مشروع فني بعنوان “ملتقى حرفي فنان” بجزيرة الاحلام جربة من ذلك مثلا لقاء الجمعة 30 يونيو/حزيران 2017 الذي التقى فيه كل من المدير الجهوي للتكوين المهني بمدنين والمدير الجهوي للصناعات التقليدية بمدنين والمندوب الجهوي للسياحة بمدنين والمندوب الجهوي للشؤون الثقافة وثلة من فناني وحرفيي جربة ونشطاء في المجال الثقافي وذلك بقاعة الجلسات بالمركز القطاعي للتكوين في الطاقة بجربة تحت إشراف مركز التكوين في الحرف التقليدية مع العلم أن هذا المشروع هو إحياء لملتقى تم بجزيرة جربة سنة 2005 تحت إشراف وتمويل الوكالة التونسية للتكوين المهني .. الدعم والاشراف للملتقى من قبل الوكالة التونسية للتكوين المهني وادارة التكوين والتشغيل بها ووزارة الشؤون الثقافية ووزارة السياحة والصناعات التقليدية.
هذه العودة تحمس لها الكثيرون وكانت الاجتماعات المتكررة للفنانين والحرفيين والمثقفين ومبدعي “الجرابة” دافعا مهما بمثابة الحرص على التنظيم والنجاح وكل ذلك للتفاعل بين الحرفيين والفنانين لتطوير خبرات ومهارات الحرفيين ضمن عمل ميداني في الورشات والساحات العمومية والشوارع والشواطئ. وهناك جانب ترفيهي وسياحي وتنشيطي وثقافي الى جانب البعد الفني والحرفي والتكويني.
والملتقى تنظمه وتموله الوكالة التونسية للتكوين المهني التي تسعى لابراز دورها وجهودها في مجال الصناعات التقليدية والاحاطة بالحرفيين والفنانين والطبقة المثقفة لتلاقح الأفكار والتجارب ولأجل المنتوج الأصيل أمام المنتوجات الوافدة من خارج بلادنا وبالسوق الموازية والتي لا تحمل ابداعنا وفننا وهويتنا وهي بلا روح، فالتكوين ينتج الكفاءة بالنسبة لليد العاملة في الصناعات التقليدية والمهارات الحرفية فالوكالة التونسية للتكوين المهني مع وزارة الثقافة ووزارة السياحة والصناعات التقليدية ثلاثي ممتاز لهذا المجال الفني للملتقى وكذلك هو مناسبة ضمن برنامج وزارة الثقافة “مدن الفنون” والبرنامج يعني كذلك وزارة السياحة التي شركناها.
وسيكون انطلاق الملتقى يوم 14 أغسطس/آب بالقرية الحرفية ويتواصل بالساحات ومتحف قلالة والشوارع وسيدي جمور، وهناك الورشات كما شركنا ميدون ضمن ساحة الفنون وكذلك أجيم وسيكون هناك ابراز للحضارات بجربة وقد أعددنا كل البرنامج بتنسيق مع مختلف السلط.
الاحتفال بالملتقى حدث مهم نتمنى له النجاح.

(ميدل ايست اونلاين)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى