صفير في الأوعية الدموية .. ل “كليمانس دلا”

-كليمانس دلا-  خاص (الجسرة)

 

بعد أن نسيتَ ضحكتكَ على وجهي
صارت دموعي حجارةً يتعثر بها الموت
ثم يسقطُ على المارّة المترنحين في ممرات الحرب

يهتزُ قلبي كسفينةٍ تائهةٍ في عَرض القهر
أريدُ أن أصرخ باسمك
رغم تخثر صوتي،

رغم انقطاع الهواء الّذي قد يحملني إليكَ

ذكراك محمّلةٌ بالرعبِ والحكايا غير المكتملة
مع ذلك، حضوركَ الكاملُ يثير الصّفير في أوعيتي الدموية
فأصيرُ صفراءَ كالصّحراءِ الّتي أنجبتني
واكتفت برمي صبَّارتين في وجهي وواحةٍ مهجورةٍ في حنجرتي

وجهي.. أتركهُ شاحباً على ظهرِ الطريق
قبل أن يُدركَ النوافذ المظلمة
الّتي تُطلُ من عينيكَ عليَّ الآن
ويفقدَ انبهارهُ الأول بابتسامةٍ
أتت على حقلِ نشيجٍ في صدري يوماً ما

أعلمُ أن رحلتكَ متعبةٌ، وأن أجنحة أحلامِكَ الغضّة
رمادٌ سينزلُ في الشّتاءِ القادم مطراً أسودَ حزين

سأتأكدُ لاحقاً أنكَ رحلت
كزفيرِ انتصارٍ عظيمٍ

كزفيرٍ أخير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى