فراشات “زياد خداش”

-زياد خداش-   خاص (الجسرة)

فراشات غزيرة تخرج الآن من لوحة المفاتيح، من بين شقوق أحرف الطباعة تحديدًا، بينما أفكّر في طباعة فضفضاتي الصباحية لا أستطيع التوقف، ثمة كلام يجب أن أكتبه، لكنني أيضًا، لا أستطيع أن أكون قاتلًا للفراشات، تلك الكائنات التي أحبها.
كلما طبعت حرفاً قتلت فراشة، كلما نطقت حرفا سحقت فراشة، تلك هي الكتابة: حياة على عدم، ذلك هو الكلام: ميلاد على موت، آه يا فراشاتي الميتات بأناقة آلهات، على أسطح حروفي المدماة.

كلما أحببتك أكثر أمعنت في قتل امرأة أخرى لا أعرفها.
كلما أحببتني أكثر، قتلتِ رجلا ما لا تعرفينه.
ذلك تماما هو الحب: متعة على جثة لا نراها.
فعذرا يا امرأة أقتلها كل يوم دون أن أعرف اسمها.
لا أستطيع أن أتوقف عن الحب، ولا أقدر على تحمل فكرة قتل أحد.
فلتسامحنني قتيلاتي الجميلات الممددات على أسطح حياتي المدماة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى