جوزيه ساراغامو .. البرتغالي المتمرد

خاص (الجسرة)

جوزيه ساراغامو (1922-2010)، روائي برتغالي حائز على نوبل للأدب (1998)، وكاتب أدبي ومسرحي وصحفي، ترجمت أعماله إلى أكثر من 25 لغة وبيعت أكثر من مليوني نسخة من اعماله في البرتغال وحدها.

وُلِدَ ساراماغو في قرية بالبرتغال لعائلة لم تستطع تحمل النفقّات لترسله للمدرسة بالصف الرابع. فقط في الستّين من عمره بدأ يكتب بدوامٍ كامل.

من سن الثلاثين للستين، عاش ساراماغو حياته كناشط سياسي يساري. نشر رواية في عشرينياته لم تلق نجاحًا كبيرًا، وقدم روايته الثانية لناشر دون أن يتلق ردًا، فقرر التوقف تمامًا عن الكتابة. خلال سنوات شبابه ونضجه سار في كل الطرق بعيدًا عن الكتابة، عمل موظفًا في التأمينات الاجتماعية، وعمل محررًا للنصوص، وترجم بعض أعمال ديستوفسكي من الفرنسية، وتعاون مع جرائد بكتابة مقالات، لكنه بقي على مسافة من كتابة الأدب. وقبل أن يعود برواية (كتاب الرسم والخط) (1978) كان قد عاد بمجموعته الشعرية الكبيرة (قصائد محتملة).

 

من أقواله: نقول أننا بخير، حتى لو كنّا نحتضر . و هذا مُتعارف عليه بأنه استجماع للشجاعة، ظاهرة لم تُعرف إلّا لدى البشر!

 

تركت اعماله أثرًا على الطريقة التي يتناول بها الادب الحياة الإنسانية بالكثير من السخرية والانتقاد والتهكم، من أعماله (أرض الخطيئة)، (العمى)، (ثورة الأرض)، (قصة الجزيرة المجهولة)، (انقطاعات الموت)، (مسيرة الفيل)، وغير ذلك الكثير.

اسلوب ساراماغو التجريبي كان غالباً مايتميز بالجمل الطويلة، والتي قد تتجاوز في بعض الأحيان الصفحة الكاملة. أستخدم نظام الفترات الزمنية بقلة، وأختار بدلاً من ذلك دفقاً من الفقرات المسترسلة غيرالمقيدة تصل مابينها علامة الفاصلة.

عاش قصة حب طويلة مع زوجته بيلار وكان لها أثرها العظيم على حياته حتى أن بعض الكتاب والنقاد قالوا أنه لا بد من أن ساراغامو قبل أن يقابل بيلار مختلف عن ساراغامو بعد أن قابلها.

 

من أقواله: إن تهديد شخص ما بسلاح لا يفرق كثيراً عن استخدامه ضدّه

 

قال عن نفسه في إحدى المقابلات الصحفية:

(عندما أعمل على شيءٍ يتطلب الملازمة، الرواية مثلًا، فإني أكتب يوميًا. بالطبع، أنا معرّض لجميع أنواع العراقيل في المنزل، وتلك بسبب السفر، ما عدا ذلك أنا شخص مواظب ومنضبط للغاية. لا أجبر نفسي على العمل لساعات محددة يوميًا، غير أنني أحتاج إلى قدر محدد من الكتابة في اليوم، والذي عادةً ما يساوي صفحتين. هذا الصباح قمت بكتابة صفحتين من رواية جديدة، وغدًا سوف أكتب صفحتين إضافيتين. هناك أمور أخرى علي القيام بها، كتابة نصوص أخرى، الرد على الرسائل. قد يخيّل إليك أن صفحتين في اليوم ليس بالكثير، غير أنها تعادل ما يقارب ٨ آلاف صفحة في السنة.

في النهاية، أنا شخص طبيعي للغاية، لا أملك عادات غريبة، ولا أضخّم من الأمور. والأهم من ذلك، لا أتناول الكتابة بطريقة رومانتيكية. لا أتحدّث عن العذاب الذي أقاسيه في الخلق. ليس لدي خوف تجاه الصفحات الفارغة، أو حبسة الكاتب، وجميع تلك الأمور التي نسمعها عن الكتّاب. لستُ أملك أي من تلك المشاكل، لكني أملك مشاكل مثل أي شخص يحاول إنجاز أي نوع من الأعمال. أحيانًا لا تنتهي الأعمال بالطريقة التي رغبت بها، أو حتى لا تنتهي على الإطلاق. وعندما لا تنتهي الأعمال بالجودة التي طمحت لها، فإني أرضخ إلى قبولها كما هي).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى