“نيرمينة الرفاعي” توقع روايتها “كرز”

خاص  (الجسرة)

 

قامت الكاتبة نيرمينة الرفاعي بتوقيع روايتها الثانية (كرز) والصادرة عن (الأهلية للنشر والتوزيع)، وفي الحفل الذي أدارته لوحدها قامت هي بتقديم نفسها وقراءة نصوص مجتزأة من الرواية ثم فتحت المجال للضيوف كي يطرحوا آرائهم ومداخلاتهم.

وحول السؤال المعتاد: ماذا تعالج الرواية؟ أجابت الرفاعي بأنَّها لا تعالج شيئًا لأنَّه ليس من مهمة الكتاب أن يقدم أجوبة جاهزة أو حلولًا وعلاجات فورية للقارئ، بل يفضل أن يفتح أمامه الأبواب للتساؤل حول البديهيات في الحياة اليومية، وأن يسلط الضوء على النقاط المعتمة التي لا يجرؤ البعض على رؤيتها بتجرد، وهكذا يتاح للقارئ أن يكون طرفًا فاعلًا له نظرته في النص بدلًا من كونه مجرد متلق لما قيل وكُتب.

 

من أجواء الرواية:

( أنا الموضوعة رغمًا عنّي في صندوقٍ اعتدتُ العيش فيه وألفتُ جدرانه وأبوابه، كيفَ لي أن أتصالحَ مع فكرة أن صديقتي تخلعُ الأبوابَ من مكانها وتعيدُ تركيبها في مكان آخر؟

كالسجين أنا اعتدتُ على أنَّ البابَ الذي يفصلني عن العالم حديديٌّ لا يُكسَر، وأنَّ الشبّاكَ لا يقوى إلّا على كميةٍ محدودةٍ من الشمس وإلّا ذابَ في جدارهِ من فرط النور!

بابي صغير، وشبّاكي أصغر، وغرفتي لا تتسع لشطحات علياء، وأحلامي البعيدة تثرثرُ بداخلي دون توقف وتدفعني بجنون لوضعِ المساحيق ليلًا كي أبدو أجمل..

أنا اعتدتُ على كميّة الملح في قوقعتي، وتآلفتُ لفترة طويلة مع الشاطئ الحجريّ المدبب الذي يكسرُ موجي دون رحمة.. أصبحتُ في الآونة الأخيرة أتساءلُ ما نهايةُ هذا البحر؟ وعلى الرغم من تحرّك الأسئلة في دمي إلا أنني كنتُ أجبنَ من امتطاء السفينة..

أمّي امرأة تقليدية إلى حدّ بعيد، لا أعلم إنْ كانت دومًا كذلك، أم أنَّها أصبحت على هذا الشكل بحكم عمرها وتجاربها الحياتية، ربما أدركتْ أنَّ انصهارها في الجموع هي أسلمُ وأسهلُ طريقةٍ لتربية ابنتين بطريقة (لائقة) في مجتمعٍ كمجتمعنا.. وأضع ُكلمة (لائقة) بين علامتي استفهام كبيرتين لأنني لا أعلمُ حتى الآن ما هو اللائق ومن حدّده وكيفَ يتّفقُ الناس عليه.. )

 

*الصورة داخل الخبر بعين أحمد الغلاييني

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى