«حِينَمَا تَذوقّتُ حلُمِي» لعفاف الخلف

– «حينما تذوقت حلمي» للكاتبة عفاف الخلف (الدار العربية للعلوم- ناشرون) عنوان ينتمي إلى أدب اليوميات، ويرتبط بعلاقة وطيدة مع الخطاب السير ذاتي، بصفته شكلاً من أشكال كتابة الحياة، شعري النغمة والتعبير تعيد من خلاله الكاتبة عفاف الخلف كتابة ماضيها، مثلما تصنع حاضرها، بحَدْس شاعري، وجمال في التصوير، وخيال يُعانق الواقع، ويوقظ الذاكرة، يأتي بمادة سردية فيها خواطر وانطباعات، ومجموعة من الذكريات كُتبت في لحظات متقاطعة مع الزمن، تحتوي تجربة حياة، وتشكل هوية أدبية خاصة لكاتبتها.
والكتاب في مضمونه سيرة ذاتية للكاتبة عفاف الخلف تحكي خلاله قصة حياة جديرة بأن تستعاد وتقرأ، لكونها توضح موقف المجتمع من المرأة في الدراسة والعمل والسفر، والاختيار بين الانغلاق أو الانفتاح على العالم وثقافاته المتعددة، والكشف عن طبيعة الوعي بالآخر الذي تشكَّل عن طريق الإقامة والسفر بين ظهرانيه، وهو ما تحمله الأفكار المسربة عبر سطور هذا الكتاب والتي تتناول تجربة الكاتبة بين الدراسة والعمل في الأرض الأم «السعودية» والخارج «أميركا» وقد عرضتها الكاتبة بتفاصيلها، مرحلة الطفولة، والشباب، والمدرسة، والجامعة والتخصص الدراسي، والموقف المجتمعي من دراسة التاريخ، والحلم بإكمال الدراسة في الخارج، والحزن على فراق الوطن والعائلة، والشعور بالضياع والغربة والوحدة بين دروب سياتل وأجوائها… وأشياء أخرى.
– تقول الكاتبة عفاف الخلف عن كتابها هذا: «… لقد شارفت على بلوغ الثلاثين، ولقد أصبح ما لديّ ما هو شبه كتاب. لقد شارفت على بلوغ الثلاثين صادقة لمن دفعني لأكذب فأصدّق كذبتي. شارفت على بلوغ الثلاثين وما زالت ابتسامتي تتسع أملاً. ما زلت أعيش مراهقة ناضجة. تقدّمت حالياً إلى جامعتين. سأغادر سياتل مدينتي التي لم تمثل لي أميركا بالصورة التي رسمتها، اعتقدت أن أميركا ستكون أكثر ضجّة، ولكن سياتل كانت مدينة هادئة، آمنة ومنعزلة في عالمها، أحب شوارعها، أحب أجواءها الباردة، ومطرها شبه اليومي، يدعونها مدينة المطر، وكم كانت قطراته تلهمني، لأكتب، لأبكي، لأدعو، ولأحلم.
منذ مراهقتي يراودني شعورٌ أنني سأكون شخصية مميزة، شخصية قد تخلد ذكراها، ولكنني وصلت إلى مرحلة الإيمان بأنني لا أحتاج إلى أن تخلد ذكرايَ في ذاكرة الجميع، يكفيني أن أجد من يذكرني بدعوة أو يبتسم بعد قراءة أحد فصول يومياتي…!».

(الحياة)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى