نصوص على حد السكين .. ل “وليد يزبك”

-وليد يزبك-  خاص (الجسرة)

 

(1)

الفراشةُ ليسَ لديها فكرة عن الذبح
لذا لا تخشى الوقوفَ
على حدِّ سكّين

 

(2)

عندما توقّف القطار، وفُتحت أبواب المقطورات؛ انفلتَتْ كُرات (أُحبكِ) في أرجاء المحطة.
صوتي هو القطار، وأنتِ
المحطات كلها!

 

(3)

الطلاب الذين سيتنافسون على اختيار أجمل ابتسامةٍ خلال مائة عام، وقد يحدث ذلك بعد سبعين سنةٍ من الآن؛ سيحرقون الصور التي أخذت وقتًا كبيرًا منهم لجمعها، صورٌ لمشاهير وأخرى لشخصياتٍ غير معروفة تمتلك ابتسامات مميزة وجدوها على الإنترنت، ستُحرَق جميعها وسترمى بعضها في سلة المهملات؛ حين سيقف أحد الطلاب أمام الجميع، رافعًا شاشة ذكية بحجم كف اليد، وبثقة العارفين والمتيقنين من الفوز، سيقرأ على مسمع الجميع، ما كُتِب عن
سِحْر ابتسامتك.

 

(4)

مثل تفاحاتٍ طازجة
متدليّة من سقف غرفتي
يراقصها نسيمٌ منبعثٌ من النافذة،
ضحكاتكِ في الأرجاء

 

(5)

هناك طرق كثيرة لتعذيب نملة داخل نصٍ أدبي، وطريقة واحدة فقط لمكافأتها وضمان عدم مغادرتها النص، مثلًا:

أضعُ قطعة سُكّر في بداية النصّ، وأثبّتُ النملة عند نقطة الخاتمة. أربطها بخيط رفيع من خاصرتها، وأعقد طرف الخيط الآخر بالنقطة، ثم آمرها بتسلّق النص.
قبلها يجب أن أحفر في الطريق بين النملة وقطعة السكر حفرًا كثيرة، وأرمي داخل بعض الحفر القليل من الصمغ، وأضع أيضًا حواجز إسمنتية زلقة. فإن اجتازت هذا كله، ستكتشف بأنني خدعتها وتعمّدتُ أن يكون الخيط أقصر قليلًا من المسافة المطلوبة، ولن تتمكّن من لمس قطعة السكر حتى. ستكتشف ذلك وسيشتد غيظها وتقول عني بأني نذل، لكنها ستغيّر رأيها حين أمسح على رأسها برفقٍ وأعيدها إلى النقطة آخر النص وأكافئها عندما أُلصق قربها اسم حبيبتي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى