مصوّر جزائري يلاحق مسيرة المفكّر المناضل فرانز فانون

أعلن «رواق الفن» في جامعة «نيويورك أبو ظبي» عن معرضه المقبل «برونو بوجلال: مسيرة فرانز فانون» في «مساحة المشروع»، الذي يقام بالتعاون مع كلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة نيويورك أبو ظبي ويضم أعمالاً مستعارةً من صالة العرض الإنكليزية «أوتوغراف إي بي بي»، من 7 إلى 27 من الشهر المقبل.
ويدعو المعرض زوّاره لاستكشاف 23 صورة فوتوغرافية بعدسة برونو بوجلال التي ترصد مسعى الأخير في اقتفاء الآثار الموثوقة التي ترشدنا إلى مسيرة الطبيب والفيلسوف فرانز فانون وتعيد تسليط الضوء على مواقفه البارزة التي حفرها في التاريخ.
ويصطحب المعرض زوّاره في رحلة مصوّرة إلى محافظة البليدة الواقعة في جنوب الجزائر، والتي عمل فيها فرانز طبيباً نفسياً في أحد المستشفيات تزامناً مع الوقت الذي اندلعت فيه شرارة ثورة التحرير الجزائرية خلال فترة الخمسينات. وهناك، كشف فرانز واحدة من أبرز أطروحاته حول العنصرية والاستعمار باعتبارهما أداتين لبيئة قمعية تفرض سطوتها بقوّة على الجوانب الاقتصادية والسياسية وبالتالي تعمّق الجرح النفسي لدى الشعب المستعمَر.
ويقول المصور الفوتوغرافي برونو بوجلال: «يتناول المعرض حياة فرانز فانون الذي ولد في جزيرة مارتينيك الفرنسية (في البحر الكاريبي) واشتهر بنضاله وموقفه الثائر كطبيب نفسي وكاتب وفيلسوف ضد الاستعمار بمختلف أشكاله، وتحظى أعماله باهتمام كبير في مجال دراسات وأطروحات مرحلة ما بعد الاستعمار. وقد شعرت بأنها مناسبة قيّمة، لا سيّما في الوقت الذي تحتفل دولة الجزائر بالذكرى الخمسين لتحريرها من الاستعمار، لتسليط الضوء على أفكار فانون وحبّه للجزائر مع إبراز مكانته كأحد أشهر المفكرين بعد مرحلة الاستعمار وعرض محطات حياته عموماً».
وينبع مسعى بوجلال عبر التصوير الفوتوغرافي من المنطلق الذي بدأ منه البروفسور روبرت يونغ، عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة نيويورك أبو ظبي، دراسته البحثية التي كشف خلالها نصوصاً لم تُنشر بقلم فرانز فانون، وتضم مسرحيتين غير معروفتين.
يقول يونغ: «يدعو معرض بوجلال الفوتوغرافي الذي يستكشف فيه الأماكن التي أقام وعمل بها فرانز على مدار حياته، الزوّار للتأمل والتفكّر في حياة فانون والوقوف على نضاله ضد الاستعمار واغتصاب حق الشعوب».
يحاول بوجلال بعدسته أن يرسم للجمهور ملامح حياة فانون عبر سلسلة من الصور العابرة والصوّر المظللة وصور الخيال، فمرة يأخذهم إلى مدينة فور دو فرانس مسقط رأسه في المارتينيك ويسافر بهم مرة أخرى إلى بلدة عين الكرمة في شرق الجزائر حيث يرقد. وترافق الصور الغامضة التي يستضيفها معرض بوجلال مقتطفات من كتابي فانون الشهيرين «جلد أسود قناع أبيض» و «معذبون في الأرض» الصادرين عامي 1952 و1961 على التوالي.
يُعد برونو بوجلال مصوّراً بارزاً وعضواً في مؤسسة التصوير الفوتوغرافي «في يو» الباريسية. ولد في المدينة الفرنسية مونتروي التابعة لإحدى ضواحي باريس من جذور جزائرية، وتركزت أعماله خلال السنوات العشر الماضية على علاقته بوالده بوجه خاص والجزائر بوجه عام.
وتتناول أعماله الروابط المعقدة بين الهوية الشخصية والهوية الوطنية والتراث الثقافي. ونشرت له دار العرض «أوتوغراف إي بي بي» كتابين بعنوان «أيام القلق» و «التلاشي داخل الواقع» عامَي 2009 و2015 على التوالي، والأخير صدر بالتعاون مع دار النشر «لو بيك أون لير».

(الحياة)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى