أفعال مجهولة .. ل “عمر زيادة”

-عمر زيادة-

 

مرتديةً تلك الثياب التي تليق بشجرة
تعبرين حقل المُشمُش
وتفكرين: “أنا شجرة مُشمُش
أحتاج إلى الريح”،
تهبُّ الريح من الجهات كلها 
مثل أفعال مجهولة .. تلثُمك بأناة
وتطرح في مسامك بذورها الغريبة،
يتفتح داخلك نداء عميق
يستدعي المزيد ..
قميصك يترنح،
قامتك الرمحُ تترنح كذلك،
وقرطاك يجلجلان في بهو الحقل
مثل ثمرتين توشكان على السقوط …

********************

 

كل يوم أكتشف امرأة جديدة داخلك وأحبها بنفس القدر الذي أحبك به. كل يوم أقع في الحب للمرة الأولى. من النظرة الأولى. شيءٌ خالد ولانهائي كالنهر، كالهواء، كالموسيقى. تتذكرين عندما احتفلت كالمجنون في شوارع المدينة نهارا كاملا لأني انتشيت فجأة بفكرة أن عينيك سوداوان؟ أو عندما اتفقنا بعد ضحك طويل على أن أصابع قدميك الصغيرة تصلح كأسماك زينة؟! أو لمّا قلت لك أن أرنبة أنفك تستحق جائزة أفضل مساحة للتقبيل؟

أنا أحب ما يصنعه بي حبُّك. إذ يتركني في متاهة لذيذة كالهلوسة ويقول جد نفسك تجدني. يعلمني معنى الخفة فأصير مثل النّفَس في الفم. ويدرّبني على أن أرى ما وراء الكلمة لأكتبها. وألمس ما تحت الجلد لأحسّ به. إن أجمل ما يمكن لوجهك أن يفعله هو أن يظل بلدا لعشرة أصابع عمياء وعينين مهاجرتين وفم ضائع. وأجمل ما يمكن لشعرك أن يفعله هو أن يتركني أستريح داخله كأي غابة منهكة بعد ليلة صيد دامية. وأجمل ما يمكن لجسدك أن يفعله هو أن يُخْرِجَ جسدي من خزانة الوحدة ويرتديه إلى الأبد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى