مثقفون عرب يندّدون بمصادرة كتاب ليبي شبابي

علي عطا

سارع عشرات الأدباء والكتاب والمثقفين العرب بالتوقيع على بيان، عبر الإنترنت، يدين مصادرة سطات ليبية كتاب «شمسٌ على نوافذ مغلقة: مختارات من أعمال الأدباء الليبيين الشباب». الكتاب (543 صفحة) مِن تحرير خالد مطاوع وليلى نعيم المغربي، ويتضمن نصوصا لـ25 كاتباً وكاتبة، أُنجزت بعد ثورة 17 شباط (فبراير) التي أطاحت حكم معمر القذافي، بينها مقاطع من رواية «كاشان» لأحمد البخاري، قيل إنها السبب المباشر للمصادرة. وثارت الأزمة بشأن هذا الكتاب الذي طبع خارج ليبيا، عقب حفلة توقيع يوم 26 آب (أغسطس) الماضي في مقر «دار الكتاب» في مدينة الزاوية الليبية، شارك في تنظيمها «نادي القارئ».
وورد في البيان أن رواية «كاشان» صدرت عام 2012، «بإذن وموافقة الجهات الرقابية المعنية في ليبيا، وسبق لها أن حصل مخطوطها، على الترتيب الثاني في مسابقة نظمتها أمانة الثقافة سنة 2010». وأوضح البيان أن نشر ذلك الكتاب، يعد إنجازاً متميزاً ومهماً في الحركة الثقافية الوطنية الليبية، وهو يضم كتـــابات شباب ليبيين في مجالات الشعر والقصة والرواية، مشيراً إلى أن مصادرته صاحبها «تشهير بأسماء كاتبات صاحبات نصوص في الكتاب، ومحرري الكتاب، كما تم اتهام كاتب رواية «كاشان» بتهم متفرقة وصلت لحد تكفيره، بل بلغ الأمر حد التهديد والتحقيق مع البعض منهم، بل تعدى الأمر ذلك، إلى المطالبة بمحاكمة أصحاب النصوص المنشورة في الكتاب ووصفهم بالعمالة والمطالبة بإنزال أشد العقوبات عليهم، وآخر هذه التطورات الخطيرة، هو إقدام مجموعة مسلحة على إغلاق دار حسن الفقيه حسن التاريخية التي شهدت حفل التوقيع على الكتاب».
وفي مداخلة تلفزيونية، علَّق الناطق باسم «الهيئة العامة للثقافة»، في حكومة الوفاق في ليبيا؛ عمر بن رجب بقوله: «إن الهيئة التي أوصت بالمصادرة احتكمت إلى مادة في قانون المطبوعات تنص على عدم السماح بمطبوعات تتضمن ألفاظاً غير مناسبة».
ويشار إلى أن الهيئة ذاتها سبق أن بررت ما أقدمت عليه في خطاب جاء فيه أن الكتاب، «طبع خارج ليبيا ولم يخضع للإجراءات القانوينة المتبعة، بموجب قانون المطبوعات رقم 76 لسنة 1972، فضلاً عن أنه تم تسريب نسخ منه إلى ليبيا بطرق غير قانونية». ورد الشاعر الليبي خالد مطاوع، عبر صفحته على فايسبوك بقوله: «أولاً: إن النص الذي تواردت حوله الانتقادات، هو عبارة عن مقطعين من رواية «كاشان» لأحمد البخاري التي سبق أن نشرت في طرابلس عام 2012، رقم الإيداع 2012/429. ردمك:ISBN 978- 9959- 812- 73- 5، أي أن هذا النص بالذات مرَّ على أجهزة الدولة الرقابية وسبق أن أعطي له تصريح بالنشر.
ثانياً، أريد أن أنّوه أنني كمحرر للكتاب مسؤول عن اختيار محتواه وأن الشباب المشاركين فيه لم يكن لهم أي دور في اختيار أو تجميع ذلك المحتوى، أو أي علم بمشاركات الأدباء الآخرين».
وسبق أن أقيمت حفلة توقيع للكتاب نفسه في مقر الجامعة الأميركية في القاهرة يوم 25 أيار (مايو) الماضي، وأقيمت له حفلة توقيع أخرى يوم 4 تموز (يوليو) الماضي في دار الفقيه حسن في طرابلس، بالتنسيق مع الجمعية الليبية للآداب والفنون، كما احتفى به مكتب الثقافة والإعلام في بنغازي يوم 17 من الشهر ذاته، عبر ندوة استضافها رواق وهبي البوري.
وجاء في البيان الاحتجاجي أنه «في ظل ما تمر به ليبيا من فقدان الأمن وانتشار الميليشيات المسلحة، تصبح مثل تلك التهديدات ذات خطورة ماثلة تستلزم الوقوف ضدها من قبل كل من يتخذ موقفاً مبدئياً لصالح حرية الفكر والإبداع ويعارض الإرهاب الفكري».
وأضاف: «لذا يندد الموقعون على هذا البيان بهذه الحملة الضارية ويدينونها ويطالبون بإيقافها العلني والفعلي، كما يطالبون الجهات الرسمية ذات العلاقة بالثقافة والسلطات القائمة تحمل المسؤولية في حماية الكُتاب والمحررين ودار النشر والمنظمين لحفلات التوقيع. كذلك على هذه الجهات تَحمُّل مسؤوليتها كاملة إزاء ما قد يحدث من ضرر لهم. كما عليها أن تضع حداً لإغلاق المراكز الثقافية وتكميم الأفواه وهي المسؤولة عن حرية الفكر والنشر والإبداع وحماية الكتاب والمبدعين».

(الحياة)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى