أسعد عيد: سأتحدى صناع الدراما الشامية بـ’حريم الشاويش’

نضال قوشحة

حريم الشاويش” عمل تلفزيوني سوري جديد يتم تصويره حاليا في قلب العاصمة السورية دمشق، وهو الذي يندرج تصنيفا في مجال البيئة الشامية، لكنه حسب ما قال مخرجه أسعد عيد في حواره مع “العرب”، يحتوي على العديد من التجديدات، فليس هنالك في هذا العمل عنتريات، ولا نساء مهمشات، ويضيف “كذلك ليس هنالك صياح وزعيق بالصوت العالي، كما اعتادت أعمال البيئة الشامية على تقديمه عبر سنوات”.

ويقدم “حريم الشاويش” الذي كتبه هاني زينب في أول نص له في مجال التلفزيون، قصة بسيطة عن شخص يحب أن يعمل في سلك الشرطة، لكن والده ميسور الحال يفضل لابنه مهنة أخرى، إلاّ أن الشاب المندفع تجاه ما يحب يصبح عرضة لغضب والده الذي سيحرمه من ميراثه إن لم يحقق شرطا، وهو أن ينجب ولدا ذكرا يرث ماله، ويعطي مهلة لتحقيق ذلك مدتها عشر سنوات، لتبدأ خطوط العمل بالصراع في ما بينها لتحقيق شبكة معقدة من التشويق والكوميديا المعتمدة على الموقف وليس التهريج، كما يقدم المسلسل خطا عاطفيا رومانسيا من خلال العديد من قصص الحب المتداخلة.

ويقول أسعد عيد في حديثه عن أعمال البيئة الشامية، وضرورة أن تكون موجودة في الإنتاج، وأن ترسل من خلالها الرسائل الفكرية التي يريدها صناع العمل، “سوريا بلد متحضر، كان لدينا منذ العام 1909 جامعة تتعلم فيها المرأة، وكانت النساء يشاركن الرجال في معظم تفاصيل الحياة، والبعض منهنّ وصلن إلى المجلس النيابي في وقت مبكر عالميا، ونحن من خلال مسلسل ‘حريم الشاويش’، حاولنا أن نوصل هذه الرسالة عن المجتمع السوري وكيف كان، من خلال إيجاد هذه الأفكار في هذا النص الذي عملت عليه كثيرا كبنية درامية وشكلانية للحوار، حتى وصل إلى الحالة التي يصور عليها الآن”.

 

أسعد عيد: العمل رسالة إلى الجمهور العربي يوضح فيها مكانة المرأة السورية الحقيقية
ويحمل العمل رسالة إلى الجمهور العربي عموما يوضح فيها مكانة المرأة السورية الحقيقية، كما يتضمن رسالة ثانية تتجلى في الموسيقى التي سيعدها الموسيقي السوري سعدو الديب، والتي سيجمع فيها أغاني البيئة الشامية منذ ما يقارب المئة عام ليقدمها خلال حلقات المسلسل الثلاثين، وعن الرسالة الثالثة يقول مخرج العمل “هي مسألة البيئة، المكان والزمان بكل تفاصيلهما، وما خلفه لنا أجدادنا وسوف نتركه لأولادنا، المكان هو الوطن الذي يجب أن نعمل جميعا على تحقيق نموه وعلوه بكل ما أوتينا من قوة، لا أن نشوه الحقائق فيه ونبتعد به عن جادة الحقيقة، نحو تحقيق أهداف مصلحية آنية، قد تنفعنا شخصيا، لكنها بالمحصلة النهائية تضر بالوطن وتشوه صورته الحقيقية أمام الناس في العالم كله”.

وعن فكرة التحدي التي تحدث عنها بإصرار، يقول عيد “أنا أعي ما أقول تماما، هذا العمل سيكون نقطة تحول في تناول موضوع البيئة الشامية، شكلا ومضمونا، ونهدف من خلاله إلى العودة بحالة الدراما السورية إلى المرحلة التي كانت عليها قبل الحرب، ونحن كفريق عمل نعمل بكل جد على تحقيق هذه الخطوة”.

وعن مشاركته في عمل جديد عن البيئة الشامية، وهو الذي سبق أن ظهر في العديد من الأعمال المشابهة مثل المسلسل الشهير “أبو كامل”، يبين الفنان عبدالفتاح المزين “أعمال البيئة الشامية كثيرة هذه الفترة، وهذا جيد من ناحية كونه عملا فنيا سوريا في النهاية، ولكنني لا أعتقد أن وجود عدد كبير من هذه الأعمال سيكون مفيدا للمستقبل، أرى ضرورة أن يكون هنالك توازن في الخطط الإنتاجية لهذا الموضوع، لكي تبقى هذه الأعمال محل تشويق للجمهور فيتابعها بشغف”.

وعن شخصيته التي يؤديها في المسلسل، بين أنها لباشا يعمل أصلا في تجارة طيور الحمام، وهو شخص يمتلك الكثير من المطامح التي يريد الوصول إليها ولو على حساب الآخرين، ومع الوقت يعلو شأنه ليصير باشا، فيتعاون مع المختار وإحدى الشخصيات النافذة في المنطقة لتحقيق أهدافهم جميعا”.

وتشارك في مسلسل “حريم الشاويش” نخبة من نجوم الفن في سوريا على غرار زهير رمضان، ومحمد خير الجراح، ورضوان عقيلي، وأندريه سكاف، وعبدالفتاح مزين، ونزار أبوحجر، وعبير شمس الدين، وريم عبدالعزيز، وجيني أسبر، وأمية ملص، وغادة بشور، وعلي كريم، وأماني الحكيم، وسعد مينة، وعاصم حواط، ورياض نحاس، وبسام لطفي وآخرين.

وأسعد عيد مخرج سوري درس علوم الفلسفة، وينتمي إلى الجيل الثاني من المخرجين المؤسسين في التلفزيون السوري، شارك في أعمال مسرحية، ثم انتقل إلى العمل في التلفزيون بصفة مخرج مساعد أو منفذ، حتى صار مخرجا، وكان نقيبا للفنانين في سوريا عام 2008 وكذلك رئيسا لاتحاد الفنانين العرب في الفترة ذاتها، ومن أعماله كمخرج: “على موج البحر”، “عش المجانين”، “أهلا حماتي”، “خط النهاية”، “الدخيلة”.

(العرب)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى