ليل .. ل “ديالا البطوش”

-ديالا البطوش-  خاص (الجسرة)

 

الخلود إلى الجنة أمر يصعب تحقيقه وسط غابة الذنوب التي نجهل معظم مساربها بالرغم من أننا انعطفنا إلى أشدها قتامة بلا أدنى شك..

الخلود للنوم جنة صغرى مساربها نورانية تبدأ منذ انطفاء العين اليمنى فاليسرى… ومن ثم تتدافع السعادات والكوابيس والملائكة والشياطين على حجرات المخ في هيئة حلم يتحكم بمعدل ضخ الدم…

الحلم هو آخر درجة تنزلق عندها الجثة النائمة لنتدحرج إلى القاع السحيق الذي لا ينتهي ومن ثم نستيقظ مفزوعين في حالة هلع تفقدنا الذاكرة لأقل من دقيقة… مدة قصيرة جدا لا تتسع لأكثر من لحظات تأملية لملامح المكان الذي يبدو الأكثر غرابة في ذلك الوقت… ومن ثم نطرح سؤالا لا تفسير له: أين أنا؟

أحتاج الخلود للنوم في جنة مؤقتة لا تطول لأكثر من ساعتين لكن العيون عنيدة… أحتاجه لأواصل الليل كاملا مستيقظة وسط سخافة الأحياء دون أن أرتجل نفسي وأخدع الجميع وأنا أعمل في تنقيب أحلامهم وتشفير أمنياتهم ومحاصرة رغباتهم بالمزيد من اليقظة والاحتقار!!!

الليل لا ينفك يفضح ضعفنا…

**

 

قولك بعد الرفقة والعمر العتيق نوقع متل ورقة كل من عَ طريق
ونحن سوا،،، سوا،، ربينا!
نفس المكان، هو عين الماء اليتيم مثلنا… تحضنه اغصان الجوز والخروب… ذات النبع الذي كان يروينا مثل أشجار الزيتون حتى كبرنا معها…
كنا هناك نخطف الندى الصباحي عن الصخور الحارسة لعين سراقة… نعرف عمق آبارها ونرتشف حصتنا من رأس النبع قبل أن تزخر البساتين بضحكات الورادات وعطرهن…
كنا هناك قبل أن ينضج وردنا العنابي في أيلول، وتسقط هناك ساعاتنا صفراء وبيضاء وحمراء وتصبح أشجار المواعيد عارية جرداء في مواجهة الريح العنيدة… لماذا يا صديقي راحت مواعيدنا لحب آخر إذا كنا :
انت وأنا درنا ع كل البواب حبينا وكبرنا بموسم العناب
وسوا ربينا… وسوا قضينا ليالينا!!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى