رهان “بسمة شيخو”

-بسمة شيخو-

 

في طريقي إليه
أكوام قمح في كلّ مكان
الخير يُجمع في الأكياس
والخزامى تمتد لتعادل شحوب السنابل
وتمنح لوناً للفرح؛
كلبٌ بالقرب يسبح
بني اللون
كأنه جذعٌ يطفو ثم يعوي ألمًا من الوحدة؛
الأزهار البيضاء طويلة السيقان
تتمايلن
كأنهن راقصات بحيرة البجع
صرتُ داخل الأوبريت
أو في برومو لفيلمٍ رومنسي؛
في المدى يظهر وجهكَ باسماً يغطي كلّ المساحة
ترن ضحكتك مع تململ المسافرين،
ذبابةٌ لم تكفّ عن التحديق بي
الوحيدة التي تجرّأت على إرغامي نسيانك لثواني،
تقفُ أمامي بنديّة
عيناها بعيني
لا تطير ولا ترفرف
كأنها ركنتْ جناحيها الزجاجين وصارت آدمية
افتتحت حياتها الجديدة بشرودٍ طويل،
هذا الشرود لن ينتهي؛
على يميني وادٍ عميق
أفكّر كيف سيكون صوت الصدى وهو يسرق مني كلمة “أحبكَ”،
وديانٌ صغيرة متلاحقة
تكرارها سيكون جميلًا
أحبك، أحبك، أحبك …
ما زال البحر بعيداَ
لكنني أجزم أن كلّ أفقٍ أزرقٍ بحر
حصتي من الخيال كبيرة
الله منحازٌ لي دون باقي البشر؛
بحري في القرب
سمائي في جيبي
والشمس تشرق مع كل لابتسامةٍ منه،
الزهور البيضاء تُغرق الطريق،
هل أقطف لك باقة؟
سأعانقك حين أراك
لتمتلئ الدنيا حولك بالورود؛
في هذه البلاد الأشجار تلوّح للعابرين
وتلاحقهم….
الفراشات البيضاء
أضعف من أن تحمل بشائر لكل هؤلاء المحرومين،
بين الزيتون العتيق
اندسّت زوبعة دخان،
تنغل في الهشيم منذ زمن
من قِدم هذه الأشجار
يغيب الزيتون عن نظري ويتلوّى الدخان بوضوح ساخرًا؛
زهور عباد الشمس تقلّد الجنود
تصطف بانتظام
تحني رأسها للشمس
وترتّل في صدرها النشيد
أغني معها
فيغطي الغيم السماء،
لا أحلم بأكثر من جو غائم لألتقيه
وأراهن أنها ستمطر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى