مفارقات .. ل “عبدالرحيم العدم”

-عبدالرحيم العدم-  خاص (الجسرة)

 

في الصفوف الابتدائية لما أخذنا درس الكهرباء الساكنة ، رجعت إلى البيت فرحًا،، ورحت أجري تجربة المشط وقصاصات الورق أمام عائلتي على أنها سحر أو ضرب من الخوارق؛ أمشط شعري الكثيف مرات ومرات ثم أقرب المشط من قصاصات الورق فتنجذب نحوه بسلاسة ، أنفخ بالونًا وأفركه في رأسي أقربه من الجدار فيلتصق لدقائق.. كنت في نظرهم مبهرًا وممبزًا !
اليوم أقف أمام المرآة، لا شعر كثيف أمشطه ولا جاذبية ، أسند ظهري إلى الجدار متحسرًا وأحك رأسي لعلي أخرج بشيء مبهر أو فكرة مميزة؛ أحكه مرارًا فيلتصق بالجدار ثم ينفلت ، يلتصق بالجدار ثم ينفلت ، يلتصق بالجدار ثم ينفلت ……. !

 

***

 

تعالي نرجع كما كنا ليوم واحد فقط ..
أنت تثرثرين مع صديقتك في أول الحارة، وأنا ألملم فتافيت السكر.

أنت تهرولين إلى المدرسة ب (مريولك ) الأخضر ، وأنا أنظم حركة أسراب الفراشات خلفك.

أنت تجمعين كتبك ودفاترك المزركشة بالقلوب الحمراء وتنتظرين قرع الجرس، وأنا أقفز من فوق سور الحب كأني عنترة.

أنت ترسلين لي رسائل العشق المحروقة أطرافها، وأنا أصنع منها أجنحة لخيالي.

تعالي نستذكر هذه التفاصيل الصغيرة كلها؛ التفاصيل الصغيرة مهمة جدًا،
أنا أكتبها الآن على شكل قصص مدهشة يقرأها أصدقائي، وأنت تسردينها على شكل حكايات جميلة لأحفادك!

 

***

مُفارقة..
كل اللواتي أعجبنني وكتبتُ عن جمالهن وروعتهن، أحببنَ قرّاءً أظهروا إعجابًا كبيرًا بما كتبت عنهن!

 

مُجازفة ..
ليلة أمس جازفتُ وحملت قلمي وكتبت كلمتين؛ ثم وضعت يدي على صدري وتحاملت على الرعدة التي سرت في جسدي والحمى التي أصابتني وارتفاع ضغط الدم حتى الصباح ، نعم جازفت وكتبت اسمكِ مرتين!

مُبالغة ..
في العام الماضي وذات ربيع ، قطفتُ وردة حمراء من حديقة عامة وما زلت حتى هذه اللحظة أعتقد جازمًا أن عليَّ أن أعتذر لكل أنثى كان من المحتمل أن تُهدى إليها تلك الوردة من قِبلِ شخص ما!

 

مقارنة ..
ثمّة شبهٌ كبير بيني وبين الفراشة ؛ فكلانا يحب الجَمال والنور والزهور هناك فارقٌ بسيط بيننا لا يُذكَر، هو أنها لا تُجيدُ الطيران مثلي كما أني لا أجيدُ حراسة الورد مثلها!

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى