هاتف في آخر الحزن .. ل “بشرى البشوات”

-بشرى البشوات-  خاص (الجسرة)

 

أنا سيئة حظّ
مثل سرير فارغ في غرفة قبيحة
أشتري السكاكين الحادة
ولا أحضّر طبق حساء
أبكي كلما نظرت في صورة الأشعة 
لصديقتي المتوفاة بالسرطان
لجأت إلى أوربا وفي حضني طفلة
بعمر أشهر
لتغيّر الشمس البخيلة لون بشرتي الأسمر
أمشي كل ظهيرة إلى البحر
أتذكر الرجل الذي أحببته وكنت أكبُره
أرمي من رأسي ذلك البطء
في عدّ الغياب
أقول هي أشهر طويلة طويلة
أقصر من حبل مشيمة.

 

**

 

أنا المرأة التي تسبح عادة
بعينين معصوبتين
لفرط ما نبت من زعانف على جسدي
أنقي الرمل من ملحه
وأعزف كمهراجا لوقت تلوّى في غيابه ولدغني
الرجل الذي يدّعي بأنه يقرأ طالعي
دون أن يمس كفي
غرق في البحر المالح!
بينما زعانفي تضرب بقوة شبكة صياد
سحب الهواء من رئتي.

 

**

 

الآن ما من قلب يتسكع هنا
في هذا الوقت المتأخر من الليل
كل القلوب تعود عند المغيب
أحببت مرة رجلا
يعوّي قلبه حين يثمل
يركل الكلاب النائمة في الطرقات
يهاجم مرآيا السيارات الميتة
يهاتفني في آخر الحزن
يقول:لو أنك كنتِ أجمل قليلاً
لسَهُل عليّ
أن أفسر صوت الماء.

 

**

 

والأن عليّ أن أصغي
لهذه الوردة المغبرّة
سأشرّع لها الماء ما أمكن
وأرصف
الأخضر لحزنها الأبديّ
الوردة التي أهداني إياها
يوم لم أكن امرأته
خالية تماما من صفعة الذكريات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى