جدل حول إغلاق «مكتبة البلد» القاهرية

ايهاب محمود الحضري

ما أشـــبه الليلة بالبارحة! في آب (أغسطس) 2014 منعت الشرطة المصرية حفلة «الفن ميدان» التي كانت تقام لثلاث سنوات متتالية في ميدان عابدين، في وسط القاهرة، بحجة أن القائمين عليها لم يستصدروا إذناً أمنياً لإقامتها، فضلاً عن أنهم لم يسجلوا الكيان الأهلي الذين يمثلونه عبر وزارة التضامن الاجتماعي ليكتسب شرعية وجوده.
وهكذا انطفأت طاقة نور مبهجة. وفي كانون الأول (ديسمبر) 2015، داهمت شرطة الرقابة على المصنفات الفنية مسرح «روابط» ومركز «تاون هاوس» في وسط القاهرة أيضاً، لتغلقهما بدعوى ارتكابهما مخالفات إدارية.
ولما كانت هذه الممارسات لا تجد حائطاً يصدها، فإنها تواصلت، فجرى إغلاق «مركز الصورة المعاصرة»، في تشرين الثاني (نوفمبر) 2016، وتوقيف بعض القائمين على إدارته، لأسباب تشــبه ما سبق، وهو الأمر الذي ضاعف ارتياب أوساط المثقفين في موقف السلطة السياسية من النشاط الثقافي الذي تمارسه تجمعات أهلية.
عشر سنوات لم تكن كافية لتعرف السلطات المصرية أن «مكتبة البلد» التي تأسست في العام 2007، «تزاول عملها مِن دون ترخيص»، فقررت إغلاقها يوم الأحد الماضي ومصادرة محتوياتها، ونشر مسؤول المكتبة مجد زهران عبر «فايسبوك» صوراً للواقعة التي بررها رئيس اتحاد الناشرين المصريين عادل المصري، في تصريح، بأنها تستند إلى أن المكتبة «تمارس عملها مِن دون ترخيص».
واستغرب مثقفون ذلك التصريح باعتبار أن المكتبة ليست دار نشر تخضع للوائح اتحاد الناشرين، وكان يفترض أن يستهجن عادل المصري إغلاقها، بصفته ناشراً، يستفيد من وجودها هي وغيرها مِن المكتبات في الترويج للكتب التي تصدرها دار النشر التي يملكها.
«الحياة» توجهت إلى عادل المصري وواجهته بذلك، فقال: «نحن لسنا جهة اختصاص، ولكن ثمة علاقة تربطنا بقصة إغلاق المكتبة وهي أن الإغلاق يعني مصادرة الكتب، وهذه الكتب لها حقوق تخص الناشرين الذين هم أعضاء في الاتحاد، ولذلك فإن الاتحاد مهتم بالقضية وفي النهاية فإن إغلاق أي مكتبة أمر مؤسف لا يرضي الاتحاد على الإطلاق وسيستقبله أي ناشر بحزن بالغ. تحركنا لنخبر مالك المكتبة فريد زهران أن هناك أزمة تخص التراخيص وعليه التحرك لحلها».
أما فريد زهران، رئيس مجلس إدارة دار «مصر المحروسة للنشر» وصاحب «مكتبة البلد»، فقال إنه لا يعرف سبب إغلاق المكتبة بالشمع الأحمر والتعامل بتلك الطريقة مع مركز ثقافي لا يعرض إلا الكتب ولا يفعل إلا نشر الثقافة والمعرفة.

(الحياة)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى