كيف لشاعر أن يصبح عامل بناء؟ .. ل “أحمد أبو عواد”

-أحمد أبو عواد-    خاص (الجسرة)

 

صنعت قطارا كبيرًا
منذ كنت صغيرًا، وأنا
أحلم بالسفر
لكني لا أملك ثمن تذكرة الطائرة

بعدما انتهيت من صناعته
وضعته على السكة الحديدية
وعدت
كي أجلب حقيبتي.

” لما رجعت، لم أجده، لقد سرقته المسافات مني !”

***

 

البارحة ذهبت إلى السوق،
كنت أبحث عن قلب
لم أجد أحدًا يبيع
فعدت ..
في الشارع العام، آخر السوق
كانت طفلة تتربع فوق كرتونة
أمامها صينية كبيرة،
لكنها فارغة ..
سألتها: أين ما تودين بيعه
أجابتني: “في صدري”!

 

***

 

من حجارة بنيتك
حجرًا فوق حجر
حتى صرت بكل هذا العلو

من أبجدية كتبتك
حرفًا بجانب حرف
حتى صرت بكل هذا الامتداد

“قولي: كيف لشاعر أن يكون عامل بناء؟ ”

من ورق صنعتك
ورقة داخل أخرى
حتى صرت فراشة البياض

من سلالم نصبتك
درجة تلو درجة
حتى صرت حاملة أمنياتي

“قولي: كيف لبائع ورق، أن يكون حدادًا ”

من أبواب أوصدتك
بابًا خلف باب
حتى صرت طفلة الغياب

من ناي صنعتك
ثقبًا خلف ثقب
حتى صرت أنشودة

” قولي: كيف لنجار، أن يكون عازف موسيقى”

من ” مني ” تركتك
طعنة، اثنتان، ثلاث
حتى صرت
نهايتي

” أرجوك لا تقولي شيئًا “!

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى