ما تبقى من البرتقال.. ل “خليل ناصيف”

-خليل ناصيف-

 

ماذا تفعل النساء الجميلات
لخيّاط عجوز
كل ما يحتاجه امرأة تلضم له الإبرة

**

هذا العالم
بحاجة الى صفعة
لكن أين تلك اليد الكبيرة

**

 

بعض الناس يكتفي بالتقاط برتقالة ناضجة أسقطتها الريح عن الشجرة، وبعضهم يفضل تسلق الشجرة وقطفها بنفسه، غير أن هناك الكثير من الناس الذين لا يملكون فضيلة الصبر ولا شجاعة الصعود فيفضلون ضرب الأشجار بالعصي في حركة سوف تجعل البرتقال ينهمر على وجوههم فيشجها، أو على الأرض فينسحق.

في الحالتين لن يبقى من فكرة البرتقال سوى الألم والكائنات المسحوقة!

**

الطبل مُعوَجٌّ والناي مستقيم
أصلُ الناي قصبة وأصل الطبلة جلد ذبيحة
فعجبا لذبيحة تطبل على جلد ذبيحة
وتُمَجّد الجزار

 

**

أضيع
بين ما كتبّتُ
وبين عينيكِ
كأنني متُّ
وذاكرتي سالت في الطريق

**

في طفولتي كنت مهووسًا برسم بيوض البط، كانت البيوض تتشكل في دماغي بصورة مثالية ولكنني افشل دائما في تجسيدها على الورق , فتخرج من بين اصابعي بشكل كرات غريبة تفقسُ لاحقًا عن بطّات مشوهة.
بمرور الوقت صار عندي أسراب كبيرة من البط المشوه، توقّفتُ عن الرسم وانشغلت بمحاولة تعليم بطاتي العمياء الأكل والطيران.
بُستاني مليء بالبط، طار القليل منه وبقيت أكثر البطّات غرابة وتشوها تؤرق نومي وتسرق وقتي. حاولت اغراء قططي بأكل تلك الطيور لعلي أرتاح منها ولكن القطط عافتها وانتهى بي الأمر باتقان لغة القطط لكثرة ما تحدثت إليها.
يمكنكم تصوُّر مدى ازدحام عالمي وأنا أرعى كل تلك البطّات وأسمع كل جدالات القطط في الشوارع والمنازل. عالمي جائع مثل جوع بطة خُلقت بدون منقار، وصاخبٌ مثل ضجيج الف قطة شَبقة في قلعة مهجورة!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى