شهقة حرف.. للمغربي “محمد خلاد”

-محمد خلاد-   خاص (الجسرة)

 

أعرف أنَّكِ تنتظرين
شهقةَ حَرْف
على شَفَةِ زهرة
لكنِّي لن أنتظر مثلك
شَهَقات الرَّبيع
لن أخدعَ نفسي
بنبوءات العرّافين
فعِشقي غرسْتُه
منذ أن سقطنا من قبة السَّماء
بين عشب رَابِية أحلامك
كل ليلة يزهر
ويُغرقني في لُجَّة الدهشة
وأسئلة الوجود والخلاص
لا تَسْبِيني بفِتنتِكِ
دَعِينِي أسألكِ:
هل أنْتِ الحفيفُ الهامس
بين أشجار العوْسج
أم قطرةُ مُزْنٍ هائمةٍ بين السواقي ؟
لن أنكرَ أنَّكِ أنْتِ أنا
فأنكَسِرَ كجرَّةٍ من فَخَار
وأضيع في المتاهات بين عَالمَيْن
سأرحَلُ مع الضياء
بعيدا هنالِك
إلى الأرخبيلات الكامنة في الغياب
أُشَبِّك خطوطَ جغرافية جديدة
وأدوِّن تاريخ سُلالةٍ ملائكيَّةٍ
مِنْ هَالاتِ الأقمار
بلا غضب الآلهة
ولا غِوايةَ الشيطان
أو سَقْطةِ الإنسان
سأترك روحي لك
ترتعِشُ بأسراري المقدسة
ملفوفةً في وريقات
زهرة جُلَّنار
حُبْلى بلآلِئ البحار
و سأحمل في عيوني
طينَكِ الذي جُبِلتِ به
من جذور الأرض
إلى المدى اللامتناهي
لِتظَلِّي حُلما يَسْكُنُنِي
وفِي عُنفوان وحْدتي
أعيد خلقَكِ من شظايا الهَبَاء
أنفخُ فيك
أنفاسي الملتهبة
وأمنحكِ كَوْنِي الجديد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى