«كتاب الغيب» جديد الشاعر طاهر رياض

– ديوان جديد للشاعر طاهر رياض عنوانه «كتاب الغيب»، صدر حديثاعن منشورات «الأهلية- عمان». تضمن الديوان ثلاثة فصول بعنوان «غيب» يشتمل كل فصل منها على عدد من القصائد التفعيلية، إضافة إلى «نصّ نثريّ» طويل بعنوان «جسد الغائب: أناشيد لاماثارس». ويُهدي الشاعر كتابه هذا إلى أصدقائه «الذين غُيّبوا.. وما هم بغائبين».
يفتتح طاهر الفصل الأول من الكتاب بمقولة للثعالبي، من كتابه «فقه اللغة، مقدّمًا ما يشبه ملخّصا للغيب بأن «كلُّ ما غاب عن العُيون، وكان مُحصَّلًا في القُلوب، فهو غيب». فيما يفتتح «غيب 2» بتعريف «الغيب» وفق لسان العرب حيث الغيب «كلّ مكان لا يُدرى ما فيه فهو غيب، وكذلك الموضع الذي لا يُدرى ما وراءه، والغيبُ من الأرض: ما غيّبك..». بينما يفتتح الفصل «غيب 3»، بتعريف الغيب في القاموس المحيط «ولمسْنا السماء: عالجنا غيبَها فرُمنا استراقَه». أما النصّ النثريّ، فيقدم له الشاعر بمقولة محمود درويش «ولا بدّ من غائب للتخفيف من حمولة المكان».
ينطلق الشاعر طاهر رياض من هذه المرجعيّات الثقافية واللغوية، ليفتح الأبواب على «أحوال» الغائب والغيب والغياب في الصور المتعدّدة، دافعا بحالات الغياب إلى نهاياتها، مستحضراً أشكالاً من الغيب والغيبوبة والغياب، سوى ما يتجسّد منها في غياب الروح أو الجسد أو سواهما. فهو يستحضر الكثير من الغائبين، لكنه يُعنى بذاته المحتشدة بحالات الغياب، في العشق والخمريّات.
قصائد الديوان تحتشد بالأسئلة والتأملات الحياتية والفلسفية الوجودية، أسئلة الحياة والموت، أسئلة الحضور والغياب، محمولة في لغة وصور شعرية رفيعة المستوى، وإحساس حادّ بالزمن ومروره، كما هو دأب قصائد طاهر رياض، منذ بدايات تجربته في «شهوة الريح»، 1983، و «طقوس الطين، 1985، و «العصا العرجاء»، 1988، و «حلاج الوقت»، 1993، حتى «سراب الماورد»، 2015، وصولاً إلى «كتاب الغائب» هذا.
هنا قصيدة «أما آن للوقت»:
أما آنَ للوقتِ أن يَصمتا؟
لهذي الدقائقِ، وهي بعقربها تلدغ العمرَ،
أن تتوقفَ لو لحظةً،
لو زفيراً
شهيقاً،
وأن تَسكُتا؟
بعكازتين مراوغتين وُلدْنا شيوخاً؛
بعينين مُغلقتينِ، وعينين مفتوحتينِ
قرأْنا الحياةَ،
وجُبنا بسيقاننا وأظافرنا وَعرَها
مثلما سهلَها،
وكتبْنا رسائلنا فوق جدرانِ أضيقِ حاراتها
وأحنِّ منازلها،
ونحتْنا لبهجتها مثلما لكآبتها،
في الغبار الذي يتطايرُ منها
تماثيل تشتاق أن تُنحتا…
و… لن نسأل الوقتَ،
لغزَ الإله المغمَّسَ بالزيتِ:
من أين؟ كيف؟ لماذا؟ إلى أين؟
لكننا سوف نسأله
-لا نريد جواباً –
مَتى؟!

(الحياة)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى