تونس ضيفة الشرف وبمشاركة 70 شاعرا وشاعرة: مؤتمر قصيدة النثر المصرية الرابع بعيدا عن حظيرة الدولة

محمد عبد الرحيم

للعام الرابع على التوالي يواصل «مؤتمر قصيدة النثر المصرية» ــ الذي أقيمت فعالياته بآتيليه القاهرة في الفترة من 17 وحتى 21 من سبتمبر/أيلول الماضي ــ تقدمه والتأصيل أكثر لنجاح فكرة وجود ثقافي، بعيداً عن كهنة وزارة الثقافة ولجانها، التي تمنع أو تمنح صفة كاتب أو شاعر أو فنان، حسب هواها وهوى أعضائها.
ومن خلال جهود مجموعة من الشعراء والمثقفين المصريين جاءت فكرة المؤتمر وأوجدت صوتها أمام نغمة الصخب المعهودة التي تفتعلها مؤتمرات وندوات الوزارة ورجالها المخلصين.

في الشعر متسع للجميع

«في الشعر متسع للجميع» هو الشعار الذي ينتهجه المؤتمر ،ويحاول تطبيقه قدر الإمكان، تشهد بذلك المشاركة المتزايدة للشعراء والنقاد، والأهم هو مدى التباين الجمالي والفكري لدى المشاركين، حيث لا يوجد مبدأ الوصاية من قِبل مسؤولي ومنظمي المؤتمر، انتفاء الوصاية هذا يجعل قصيدة النثر ــ بعيداً عن التنظير ــ تجد ضالتها بالفعل، حيث يتم اختبار الشاعر أمام الجمهور، سواء كان اسماً معروفاً، أو شاعراً في بداياته ــ بخلاف البعض الذي يصطحب الرفاق والأصدقاء للتصفيق ــ فالقصيدة في الغالب هي الأساس، بغض النظر عن صاحبها. ولكن يبدو حسب تصريحات القائمين على المؤتمر أن الدورات السابقة وإن كانت تمثل (الكم) من حيث إجراء مسح شامل لقصيدة النثر المصرية، بغض النظر عن المستوى، إلا أنه بداية من الدورة المقبلة سيتم اعتماد معيار (الكيف)، بحيث يتم الاختيار من خلال التركيز على التجارب اﻷكثر رسوخاً في قصيدة النثر. ورغم الجانب الإيجابي لعملية الانتقاء، إلا أن الخوف هو وجود سلطة ولو بشكل ما، تتحكم في اختيار المشاركين، أو أن تتم عملية التقييم وفق معايير سيتم من خلالها بالتأكيد إقصاء حالات كثيرة، وهي الحالة التي قام المؤتمر من أجل نفيها، والاحتفاء بجميع الأصوات الشعرية، خاصة الأصوات الجديدة.

الدراسات والندوات

جاءت ندوات وأبحاث هذه الدورة أكثر تركيزاً على قضايا قصيدة النثر وجمالياتها، نذكر منها على سبيل المثال.. «البعد الجمالي في قصيدة النثر الحداثية» لأحمد تمام. «حركة نص التونسية ومحاورة الواقع الشعري» لعبد المجيد يوسف، «قصيدة النثر بين الصورة وإشكاليات التلقي» لإبراهيم علي عبده، «مفهوم اللامركزية في خطاب قصيدة النثر» لخالد حسان، «قصيدة النثر والثورة» لأمل سالم، «بين قصيدة النثر والنثر الشعري» ليسري عبد الغني، «خصائص بناء الصورة الشعرية في قصيدة النثر المصرية» لإبراهيم عاطف، و»شعرية المكان في قصيدة النثر المصرية» لأحمد حسن.

قصيدة النثر العربية

رغم أن الدورتين الأوليين للمؤتمر اقتصرتا على المشاركة المصرية فقط، إلا أنه بداية من الدورة الثالثة تم الانفتاح على قصيدة النثر العربية من خلال مشاركة الدول العربية، كالمغرب في الدورة السابقة، ودولة تونس كضيفة شرف هذه الدورة، بمشاركة كل من الناقد عبد المجيد اليوسف، والشاعرة ماجدة الظاهري، والشاعر سفيان رجب، والشاعر فرج عمر الأزرق، والإعلامية سماح قصد الله. كما سيصدر عن المؤتمر كتاب يضم نصوصاً لـ 50 شاعراً تونسياً، منهم .. آسيا الشارني، بسمة الحذيري، الحبيب المرموشي، رياض الشرايطي، ريم قمري، ضحى بوترعة. يُذكر أن لجنة المؤتمر الرابع تشكّلت من المنسق العام الشاعر عادل جلال، والشاعرين إبراهيم جمال الدين، أحمد عايد، والناقد عمر شهريار، والكاتبة هناء نصير.

(القدس العربي)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى