«المنفى عمل شاق»… معرض تشكيلي للفلسطيني عيسى ديبي

ينظم متحف جامعة بير زيت معرضا فرديا للفنان الفلسطيني ابن مدينة حيفا عيسى ديبي، بعنوان «المنفى عمل شاق»، يمتد المعرض ما بين الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني حتى الرابع من يناير/كانون الثاني 2018، ويضم مجموعتين من أعمال عيسى ديبي هما «المحاكمة» و»الوطن الأم». على هذه الخلفية، وبهذا الجمع بين العملين يثير المعرض حوارا بين موضوعيهما، فيناقش كلا من الثورة والمنفى، لكنه في الوقت ذاته يثير عددا من القضايا المتعلقة بالسياق الأصلي في هذه المعارض الدولية والتي تلعب فيها الهوية الوطنية دورا خاصا. وعرض المحاكمة عبارة عن عمل مركب لقناتي فيديو يصورا مجموعة من الممثلين في مسرح مربع أسود يقرأون أجزاء من نص بيان عام 1973 للشاعر الفلسطيني الراحل داود تركي، حين كان يحاكم في محكمة إسرائيلية بتهم التجسس والتعاون مع العدو. كان تركي شيوعيا وتردد في تصريحاته صدى للخطاب الثوري لهذه الأيام. صوّر عيسى العمل في حيفا وهي ليست مدينة تركي وحسب وإنما، كذلك المكان الذي نشأ فيه عيسى ديبي. ينطلق العمل من خصوصيات متعلقة بالثورة الفلسطينية وارتباطها بالتيارات الثورية العالمية في السبعينيات، وفيه أيضا صدى للوضع السياسي المصري في 2013 وللتساؤلات حول الصراع الثوري بصورة عامة.
أما معرض الوطن الأم فهو مرثية لوالدة الفنان، من خلال تأمل فوتوغرافي في المنفى، التقط عيسى صوراً لمناظر طبيعية في الولايات المتحدة وسويسرا، حيث عاش في السنوات الأخيرة. ويتساءل ديبي في هذا المشروع عن معنى «الوطن» و»الأم» كيف نعرفهما وما هي الطبيعة العاطفية للوجود بين المساحات والأماكن، وكيف ترتبط التيارات السياسية الكبيرة بالحياة الشخص للإنسان؟ وسيعرض «الوطن الأم» على هيئة سلسلة من الصور الفوتوغرافية المطبوعة التي تستدعي شاعرية المكان. ويطرح سياق عرض المحاكمة مسألة القومية واستعراضها في المحافل الدولية الكبرى، كيف تمارس الهوية في هذا السياق؟ وكيف تتمتع بعض الدول بامتيازات أكثر من الأخرى؟ كيف تتقاطع السياسة الحقيقية مع سياسة العرض الفني؟ يرتبط هذا بصورة خاصة بموضوع المحاكمة، حيث الموقف الشيوعي من النضال الطبقي الذي يتجاوز القومية والعرق وغيرهما من عناصر الهوية.
يشار إلى أن عيسى ديبي فنان، ومحاضر جامعي وباحث في الفنون البصرية، مقيم في مدينة جنيف السويسرية، شغل ديبي العديد من المناصب الأكاديمية الرفيعة في الولايات المتحدة الأمريكية، مصر المكسيك وبريطانيا، حيث كان أول أكاديمي فلسطيني يتولى رئاسة برنامج الثقافات البصرية في الجامعة الأمريكية في القاهرة. ولاحقا أيضا شغل منصب رئيس قسم الفنون البصرية في جامعة مونتكلير في ولاية نيوجرسي الأمريكية. يذكر أن أعمال ديبي عرضت عالميا في دور العرض والمتاحف، منها بينالي فنيسيا، متحف مدينة نيويورك وغيرهما في العالم العربي. ديبي ولد في مدينة حيفا عام 1969 وحاز شهادة الدكتــــوراه في الفـــــنون البصرية من جامعة ساوثهامبتون البريطانية، حيث أشرف على دراسته الفلسطيني بشير مخول. ويمثل متحف جامعة بير زيت فضاء فنيا موجودا وسط الحرم الجامعي يروج للفنون البصرية في المجتمع الفلسطيني، من خلال المعارض المختلفة والبرامج التدريبية والتعليمية.
ويسعى لإنتاج الفنون المعاصرة ولتعزيز ممارستها في المجتمع الجامعي وعبر المجتمع الفلسطيني عموماً، من خلال مدخل تجريبي متعدد المجالات. يعمل المتحف بشكل عضوي في إطار بيئته المحيطة مقدماً مدخلاً فريدا في التجربة الثقافية الفلسطينية للتعلم في متحف فني. توفر جامعة بير زيت فضاء يسمح بظهور خطاب فكري وثقافي يعمل على تمكين الأجيال الشابة.

 

(القدس العربي)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى