حظ .. ل “نور دكرلي”

-نور دكرلي-  خاص (الجسرة)

 

في الثمانين من عمره، وبأصابعه المرتعشة يجهّز لها حبة الدواء وكوب الماء بجانب السرير.
في الثالث والسبعين من عمرها، تجرجر ساقيها متجهةً نحو السرير، ممسكةً بطقم أسنانه الذي نسيه كالعادة عند المغسلة.

وعلى سرير بارد، في بيت كبير هجره الأبناء والرفاق، ولا يعرفه الأحفاد، يستلقي زوجان عجوزان، نفدت حصتهما من الكلمات منذ زمن.

ـ لمَ قدمكِ باردة؟
ـ ليست قدمي.
ـ آه، إذاً هي لي، جيد، وقدمكِ؟ باردة؟
ـ لا

يحاول تجميع بصره الضعيف في عين واحدة، ويتأكد بأنها وضعت حبة الدواء في فمها، ثم يشردُ في عمليته الحسابية اليومية:
عمري ثمانون، عمرها ثلاث وسبعون، لا تعاني من مشاكل صحية خطيرة، باستثناء قلبها الضعيف، لكن هذا لن يكون له أثر كبير إذا حافظتُ على إعطائها دواءها بانتظام، وإذا وضعنا في الحسبان بأن النساء يعمرن أكثر من الرجال، هذا يعني بأنه من المتوقع ألا تموت قبلي، لتتركني وحيداً، لذا لا داعي لأن أقلق، كل ما علي فعله ألا أنسى حبة دواءها كل ليلة.

تتلمس قدميها، تتأكد بأنهما باردتان، تنصت إلى صوت نفَسه، لتتأكد بأنه قد نام، ثم تخرج حبة الدواء من فمها:
عمره ثمانون، وعمري ثلاث وسبعون، يعاني من مشاكل صحية كثيرة، لذا فرصته بالموت قبلي تبدو أقرب، وبالتالي بقائي وحيدة.

تفتح دُرجًا صغيرًا بجانب السرير، وتضع فيه حبة الدواء فوق كومة من الحبوب:
لكنني إذا واظبت على فعل هذا، ربما سأكون الأكثر حظًا وأسبقه إلى ذلك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى