مطر دون مظلة .. ل “مريم طبطبائي”

-مريم طبطبائي-  خاص (الجسرة)

 

لستُ أرملةً
تسخطُ على حظّها “الجثة”
تقصُّ مقدمة شعرها بعد كل أربعينٍ يمضي
وتُكثرُ من زيارة “السّكّاف”
خوفاً أن يسمع العجوز الأخير في حيّها
صوت كعب حياةٍ كالمطرقة
فيتأمّلُ أن هناك أنثى
لا تزال تمشي وحدها..

لستُ عانسًا
تُبخِّرُ لهفتها لفستانٍ صار أكبر من حلمها
تروحُ وتجيءُ على بركة أنوثتها
وكلما حضرتْ زفافاً
أفرغتْ قيءَ خيبتها في حقيبتها الحمراء
ثم في الْيَوْمَ التالي
تشتري تسعاً وثلاثين سيجارةً
كي لا تحترق الأربعين..

لستُ مطلّقةً
تركلُ الباب بكتفها
كلما أتاهم ضيف رجل
تسترقُ حديثهُ من خلف باب أمنية
لعله يقبل بامرأةٍ بنصف قلب
بعينٍ واحدة
وأسنانٍ بيضاء كحلوى هشّة..

لستُ عزباء
همها كوب قهوةٍ بحليبٍ مُحلّى
تدّخرُ دلعها قطع شوكولاته داكنة
تطلي أظافرها بمعجون فرولة
ثم تصرخ على وجهها
“لماذا أنت منتفخٌ هكذا..؟!”

لستُ عاملة
تلفُّ شعرها تحت منديل تعبها
تعلكُ في الدوام
تماماً كما تجدلُ هي أيامها
يومياً، تعود لغرفتها في الوقت ذاته
تفلتُ تعبها فوق شعرها
وفِي الْيَوْمَ التالي تنسى أن تمشّطه..

لستُ رياضيّةً
تهزأُ بالدهون وتمدُّ لسانها للمقاسات الكبيرة
تركض قصدًا قرب مقعد امرأةٍ ضخمة
تروح وتجيء
وفِي الليل، تلحسُ عرقها لتشبع
تنامُ وهو، لا يهمّهُ كم غرامًا
خسرتْ
الخسارة في مباراة الحب، مخيفة..

أنا إنسانةٌ بلا أي ألقاب
أعرف جيدًا كيف أحضّرُ الشّاي بلا سكر
هذا يكفي
مع قلمٍ وكفّ
وكرسيٍّ في حديقتي الخلفية
ومطرٌ ينزلُ مسرعًا
ولا مِظلّة…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى