مدينة غير صالحة للشرب .. ل “فراس السعدي”

-فراس السعدي-  خاص (الجسرة)

 

فنجانٌ يتيم
ومقعدٌ لايحتملُ إلآك ٓ
وطاولةٌ بالكادِ
تسعُ نصف جسدكٓ الخارج
لحظتئذ يتهاوى 
حين تنخرُكٓ أرٓضة ٓالعزلة من الدّاخل
وهاهو فنجان وحدِتكٓ
إرتشفهُ على مهلٍ
لا يدّ تسبقكٓ إليه
وتلّمظ بصوتٍ عالٍ وإطمأن ولا تخشٓ
لا أُذن هنا في الجوار أوهناك ..
كي تٓسترِقٓ السّمع

 

***

 

حتّى وإن توّهمتُ أنّ للقلبِ بابًا وأغلقته ُ
كي لا تدخليهِ
لكنْ،
كيف لي
أنْ أُغلق عينيّ اللتين تريان وجهك ِ
على كلّ الأبواب!

 

***

 

غالبًا مايحدث
في اللّيل ،
كما في الحرب
تدّك الذّكريات نيرانها
في المناطق المأهولة 
من رأسي بالموتى
فينزل الّذين يُقيمونَ
في الطّبقات العُليا
إلى الملاجىء والطّبقات السُفلى
الآمنة من روحي

***

 

ماذا لو قبضتُ عنق البئر بيدٍ
وأمسكتهُ من قدميهِ باليد الأُخرى ،
ونكثتهُ جيدًا
فاشيًا كلّ أسراره ؟
سيختلطُ 
الماءٓ بالبكاءِ
ويساورُ
المدينة تلال من الملح
وتصبح
غير صالحة للشرب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى