عن الكلمة الطيبة.. ل “جولان الواوي”

-جولان الواوي-  خاص (الجسرة)

 

الناس لا تحتاج من يقول لها كم يبدو عليها التعب، كم من الشحوب يظهر على محياها، وكم من التعاسة يسكنها..
لا تحتاج من يخبرها كم من الوزن الزائد اكتسبت، وكم من الشيب والتجاعيد غيّر مظهرها وكم أضاف لها العمر من ضياع..
لا تريد أن تسمع بكم صارت جرة الغاز و كرتونة البيض وقسط الجامعة والرسوم الجيطوغرافية الإضافية على فاتورة الكهرباء..
لا يسعدها أن تتكلم حول الرجل الذي قطع رأس والدته، والصبي الذي فجر نفسه، والعاق الذي ألقى بوالده في دار العجزة..
الناس متعبة يا صديقي أكثر مما يبدو عليها، قلوبهم تائهة وأرواحهم على وشك الاضمحلال، فلا تزد على النار نار ، ولا تحتج (بالفضفضة) كي تمرر كل ذلك البؤس..
نعم الحياة تزداد صعوبة، والتكنولوجيا لم تزدنا إلا شقاءً، والقتل بالدم البارد مستمرءاً ، والغلاء أحرق الجيوب والقلوب..
كلنا نعرف ذلك فلا تخبرنا به أرجوك ..
الناس تريد أن ترتاح من التفكير فقط، أن تجلس إليك لاحتساء فنجان قهوة أصيلة أو كاسة شاي بالنعناع، فقط، دون أية إضافات..
تحتاج للتذكير بأنها لا تزال تحتفظ ببريق العينين ورشاقة الروح وخفة الظل، تحتاج من يحدثها عن الرضا، من يذكرها بأن الأولاد نعمة وافرة وأن الصحة كنزٌ لا نراه، وأن الصباح يبزغ كل يوم جديد..
توقف عن انتقاد نفسك في الآخرين، توقف عن قياس حياتهم إلى حياتك، ومفاضلة أعمالهم حسب قوانينك الشخصية،
اقرأ لهم السياسة من بوابة التاريخ، قل لهم كيف نهضنا وسوف ننهض، اقرأ لهم الأدب من باب الحب، كيف رتقنا به أسمال قلوبنا وأرواحنا دائماً، اقرأ لهم الفن، بيديك ووجهك وقلبك..
وإذا أحببت البكاء ابكِ وحدك، ابك ما شئت أن تبكي ، أغسل قلبك واشكِ لربك ثم عد مجددًا للحياة..
إذا كنت حزينًا فلا تحمل ذنوب حزنك لأحد، السعادة ليست دائمة ، سيحين دورك في القبض عليها، وستدرك بأنها كانت تحلق فوق رأسك دائماً لكن كنت مشغولاً في الشكوى..
ما يحتاجه الآخرون تحتاجه أنت،
فمرر لي كلمة طيبة أمررها لغيري قبل أن تعود لك..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى