معرض الخرطوم للكتاب يواجه عقبات
عثمان شنقر
في دورته الثالثة عشرة، بدأ معرض الخرطوم يتحرر من تبعات الدورات السابقة، لعلّه يرسم أفقاً جديداً يضعه على خارطة المعارض العربية المهمة. ولاحظ المراقبون منذ افتتاح الدورة الحالية أن المعرض نجح في أن يتخلّص من المشكلات السابقة في التنظيم والإعداد، إضافة إلى انحسار مشكلة مصادرة الكتب من جهات رسمية، وإن لم تنتهِ في صورة نهائية.
وكان اختيار جمهورية مصر العربية كأوّل ضيف شرف، نقطة قوّة تُحسب للمعرض الذي اهتم بإبراز دور مصر الريادي ثقافياً في المحيطين الأفريقي والعربي. واللافت أن المعرض شهد منذ افتتاحه إقبالاً كبيراً من القرّاء على الكتب المتنوعة التي وفّرتها أجنحة الناشرين المشاركين في هذه الدورة. في المقابل، شهدت قاعات المعرض ندوات أدبية وبرامج ثقافية شملت إطلاق الكتب الجديدة بحضور مؤلفيها. ولم يخلُ المعرض من قراءات شعرية أقيمت في المقهى الثقافي، حضرها عدد من الكتّاب والشعراء والمهتمين في الشأن الثقافي.
على هامش النشاطات الرسمية المعلنة، احتفت دور النشر السُّودانية على امتداد أيام المعرض، بتوقيع عشرات الكتب الجديدة، ومن بينها مثلاً «دار رفيقي» التي دشنت ديوان الشاعر محجوب كبلو «سكرتير الحقول» ورواية «السوس» للروائية والقاصّة سارة الجاك، إضافة إلى توقيع الشاعر عادل سعد مجموعتين شعريتين صدرتا عن «دار الريم للنشر».
من جهةٍ أخرى، كرّم المعرض الذي أقيم في «بريّ» الرموز الثقافية القومية، بينما اختارت الدورة الـ13 الشاعر والناقد السوداني الراحل محمد عبد الحي (1944-1989) شخصية المعرض، لما كان يمثلّه من قيم ثقافية وفكرية وإنسانية مهمة.
ولعلّ مشاركة الجزائر للمرة الأولى في معرض الخرطوم جاءت لتضفي رونقاً خاصاً على هذه الدورة، بحيث اشتمل المعرض على كتب وأسماء جديدة بالنسبة إلى القارئ السوداني، وكان إقبال الجمهور السوداني كبيراً على الأعمال الإبداعية الجزائرية. أما الكتب الدينية فلاقت اهتماماً من زوار المعرض، بحيث بيعت الكثير منها على رغم من غلاء أسعارها. ولم يجد الناشطون الثقافيون تفسيراً واضحاً للحظوة التي وجدها الكتاب الديني في هذه الدورة.
وكانت مشاركة الشاعر اللبناني المعروف شوقي بزيع من المشاركات اللافتة في معرض الخرطوم، حيث أقيمت له أكثر من أمسية شعرية داخل المعرض وفي جامعة الخرطوم، أمَّها جمهور غفير من محبي الشِّعر الحديث.
تجدر الإشارة إلى أن الدورة الثالثة عشرة جاءت تحت شعار «الكتاب جسر للمعرفة» بمشاركة نحو 300 دار نشر عربية وأجنبية من 14 دولة، أبرزها: السعودية وسلطنة عُمان والأردن والإمارات والبحرين وقطر والجزائر وسوريا ودولة جنوب السودان الوليدة.
(الحياة)