أمسية في عمّان لفرقة «آلات النفخ السيمفونية»

غيداء السالم

بأنامل صغيرة يقبضون على آلاتهم باختلاف أحجامها، يترقبون الإشارة الأولى الصادرة من قائد الفرقة، بعد أن يجلسوا في أماكنهم متراصين للشروع في العزف على آلات نفخ كجسد واحد تصدر منه لغة واحدة وحكاية واحدة، خلال أمسية في مؤسسة «عبد الحميد شومان» في عمّان.
بدت بعض الآلات أكبر حجماً من عازفها للوهلة الأولى، فبعضها كبير مقارنة بحجم الفتى الذي يحملها خصوصاً ممن يجلسون في الصف الأخير من فرقة «آلات النفخ السيمفونية»، إلا أن الانسجام سرعان ما يتجلى ما بين الآلة والعازف والسلاسة في أداء المقطوعات.
فرقة «آلات النفخ السيمفونية» التي تضم في صفوفها فتياناً لا تتجاوز أعمارهم 15 سنة، عزفت مقطوعات موسيقية عالمية مستوحاة من اختلاف الثقافات في أميركا وعادت إلى حكايات وطقوس قديمة عبر معزوفات منها هادئة ومنها راقصة.
بدأت الفرقة بمقطوعة «I sing the mighty power of God» وهي هادئة تتناول عظمة الخالق وحكمته، وتتميز المقطوعة (تعود إلى عام 1784) بالروحانية والطاقة الإيجابية.
وبقيت الفرقة على المزاج ذاته في مقطوعة «When summer take flight» التي تصوّر جماليات الطبيعة لا سيما الرمال والبحر في ولاية فلوريدا الأميركية، واستخدمت إيقاعات وألحاناً من الفولكلور الأميركي لتنقل الإحساس بجمال الطبيعية.
تلتها المقطوعة العالمية «Elizabethan dance» للموسيقي مارك وليامس التي تجسد ببساطتها الرقصات المشهورة في عهد النهضة أواخر القرون الوسطى، إذ احتوت على مقامات موسيقية راقصة وحماسية.
بعدها عزفت الفرقة مقطوعة حملت اسم الولاية الأميركية كنتاكي التي كان يسكنها الهنود الحمر، وتضمنت معاني النزاع والحرب والسلام عبر ثلاثة ألحان ممزوجة في معزوفة واحدة.
أما مقطوعة «أناسازي» التي تحمل اسم قبيلة من الهنود الحمر، فروت اختفاء هذه القبيلة دون سابق إنذار في ذلك الزمن، ونقلت الفرقة طقوسها وألحانها والإيقاعات التي كان تتميز بها القبلية.
ومن الهنود الحمر، إلى القبائل القديمة بطقوسها الغربية، أخذت الفرقة الحضور في رحلة إلى القبائل التي كانت تعرف بالسحر والشعوذة قديماً، إضافة إلى رقصات اشتهرت بها… كل تلك الطقوس جسدتها الفرقة عبر الإيقاعات والترانيم.
وتعتبر هذه التي تضم 43 عضواً متخصصاً في العزف على آلات النفخ، الأولى من نوعها أردنياً وعربياً. وقالت عضو الفرقة زيا حلسة لـ «الحياة» إنها تشعر بالتميز حين تعزف على آلة نفخ، خصوصاً أنها غير منتشرة في الدول العربية، وبينت أن الإضافة الحقيقية هي العزف على مقطوعات موسيقية برفقة مجموعة من العازفين وأمام جمهور مميز.
وعبّر رامي جبوري عن حماسته بالعزف على المسرح، وقال إن هذا الشعور مختلف تماماً عن مكان آخر، خصوصاً حين يتفاعل الجمهور مع كل مقطوعة، سواء أحبها أو لا.
وقالت قائدة فرقة آلات النفخ السيمفونية هند سبانخ إن الفرقة قدمت خلال الأمسية 10 مقطوعات موسيقية عالمية متخصصة بآلات النفخ فقط، وتنوعت المقطوعات ما بين التراث الأميركي والموسيقى التصويرية المتعلقة بحدث ما. ولفتت إلى أن منهج تعليم آلات النفخ في الأردن تأسس عام 1987 في المدرسة المعمدانية، واختيرت هذه الآلات تحديداً لسرعة تطور الطالب في الأداء الموسيقي ما يشعره بالرضا ويدفعه إلى المضيّ قدماً في عالم الموسيقى.

(الحياة)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى