الأبواب السبعة .. ل ”روني نوفل“

-روني نوفل-   خاص (الجسرة)

 

هي…
دائمًا تغويني بالكتابة عنها
و دائمًا أخاف كتابتها لشدة ما أحبّها
لست من أولئك اللذين يملكون هواجس التعلق بالأمكنة والشوق المضني لها
لكنني من أولئك اللذين يموتون من الحب حقًّا
لا أحبّها فقط لأنها المدينة التي ولدتني، وجعلتني أكبر في شوارعها، وعلمتني كيف أجعل صوتي أقوى وأشرس من الحرب
بل لأن حمص هي أول امرأة أعطتني ليلها كاملًا بكل مافيه من غواية وتشرد ونزيف على غدي دون أن تطلب مني شيئًا، و جعلتني عاشقًا بكل ما أملك من جنون وحزن….
حمص فتحت لي أبوابها السبعة لأدخلها دون أن أعلم أنني لن أخرج منها يومًا حتى لو كان كل العالم لي…
لطالما أحببت أن أكتب على الأبواب كلمات ما عن أشياء أحبها
إذن لم تكن صدفة أن أولد في باب سباعها
وأن يكون لروحي سبعة أياد تحترف الكتابة لتترك ذكريات على باب هودها وباب تركمانها وباب تدمرها وباب دريبها وباب سوقها وبابها المسدود
وأن تصبح تلك أبواب قلبي السبعة التي أوصدت على كل المجانين اللذين ماتوا عندما صرخوا لشدة ما أحبّوا الحياة….
حمص
الأمنية الأخيرة لجوليا دومنا ومار إليان الحمصي وديك الجن
النزيف الأول للعشاق والحالمين بضوء ما
العاشقة التي شرب قاتلوها نخب موتها على باب تابوتها
القصيدة التي طعنها الحاقدون بقافيتها
الدمعة التي ضحكت ومسحها المجرمون عن خد الفرح
الأغنية التي صدحت فاقتلعوا حنجرتها
الروح التي حلقت بعيدًا ولن تعود….
سأكذب الآن وأقول أنني مشتاق لك كي تسمعي شعور الشوق
لكنك تعلمين أنني لا أشتاقك لأن قلبي بسبعة أبواب أوصدت على المجانين اللذين ماتوا عندما صرخوا لشدة ما أحبّوا الحياة….


*هامش: أبواب حمص السبعة
باب السباع. باب الدريب. باب تدمر. باب هود. باب التركمان. باب السوق. باب المسدود

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى