في السادسة إلّا عشر دقائق.. ل -ماجد شاهين-

– ماجد شاهين –

 

لو كنت ُ أستطيع ُ، كنت ُ كتبت ُ سطرا عن عينيك ِ وتوقفت عن الكتابة .. أو

كنت ُ دندنت أغنية ً لك ِ عن الماء و شجرة صغيرة وشتلة ميرميّة و-حوش- دارنا

ثم ّ سكت ّ عن الغناء والكلام والنشيد!

لو كنت ُ أستطيع ُ، كنت ُ توفقت عن البوح ِ والهواء، لكنّك ِ الهواء!

****

 

كلّ ما خبأتُه، في الكوّة وفي أطراف البيوت وفي أغصان الزيتون، كان صوتك والمرحبا، التي أربكت روحي  في ساعة العصر، والقميص!

وصوتك الآن يروح و يجيء، في حركة ٍ بطيئة فيها من الشجن أكثر ممـّا نحتمل أو أحتمل ُ!

و المرحبا ما تزال تغوص في ذاكرتي،

أمـّا القميص فــ َ غدا تالفا شاحبا بلا أزرار!

..

كان صوتك وكانت مرحبتك، أمّا القميص فأتذكر الآن أنه كان بلا أزرار منذ خبأنا فيه أوراقا خشية أن  يراها أحد أو يصيبها بلل ٌ!

كان الوقت ما بعد العصر وكان الغيث يهمي.

..

القميص لم يكن قميصك ولكن أين ذهبت الأوراق؟

 

****

 

سَأُدَندِنـُك، على مقام ِ الصبا تارة ً، وعلى مقام البيات تارة ً أخرى.. وأكتب ُ عينيك على البحر ِ الخفيف.. وحين أرسمك ستكون الدنيا كلّها على شكل ِ بيلسانة ٍ وارفة!

هكذا حين ينادينا البحر،

وهكذا حين َ ترق ّ أصابعُها العازفة!

 

****

 

في السادسة ِ ، سأدير ُ قرص َ المذياع  ِ وأسمع قليلا ً ممـّا تقوله امرأة برّح بها الشوق  ..

وفي السادسة إلا ّ عشر دقائق سأعود ُ وأضع ُ قصفة من بيلسان بالقرب من صندوق الغناء!

هكذا ، كنت أفكر أن أفعل ، و لكنّي توقفت عن ذلك  و قلت: لكي أسمع ما تنتشي به الروح، يتعيّن علينا أن نعيد حكاية الفتى الذي فقد أصابعه حين كان يحاول أن يلاطف أوتار عوده!

في السادسة، سأرش ّ حفنة ماء أو حفنة شوق، لكي تترطـّب  رائحة الحبق.. وفي السادسة إلا ّ عشر دقائق سأعود إلى رائحتي التي فاحت حين ترفـّقت يداك بالورد.

هكذا في السادسة

أو في السادسة إلا ّ عشر دقائق

هكذا!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى