نصوص للشاعر -زوراب عبدالعزيز-

-زوراب عبدالعزيز-

 

نحن نربّي الخروف ليكبر

عندما يكبر نذبحه…

نسقي الزّهرة كي تتفتح

عندما تتفتح نقطفها..

نُعلم الطفل الحقائق

عندما ينطق بالحق نعدمه..

 

*

 

اللّيلُ هو اللّيلُ..

بدونِ حزنٍ لا يُطاق..

نهرٌ مالح..

في عيونٍ معطوبة..

صورٌ مُهشّمة على بقايا الجِدار..

وأنا..

أنا مع حُزني الّذي لا يُطاق..

*

 

اللّيل يركل وجهي كل يوم.ّ

يترك أثره سواداً حول عينيّ..

 

*

 

نحنُ هكذا ..

نَركلُ الحُزن بأرجُلنا..

نَعجِنه ليكونَ لُعبَتنا..

 

*

من وراءِ البابِ يعوي الشّتاء المُلحد..

النّافذة تطلُّ على الوحشة..

في قلبي غيمة تبكي وثلجٌ أسود..

بريق يرتعد يظهر ويختفي كطفلٍ يُخيف قرينه..

وأنا وحيدٌ كقبرٍ خارج سور المقبرةّّ..

خائفٌ من ظلّي أن يغتالني..

من البرد الذي يتلحفني كجلدي..

خائفٌ من زائرٍ يأتي قبل موعده..

لست أخاف الوحدة..

لست أخاف الظّل..

لست أخاف غضب الغيمة..

فقط أخاف الموت..

كجندي يستشهد منسياً في أرضٍ غريبة..

أخاف الموت.. صديقتي..

أخاف الموت وحيدا!

 

*

 

ليس لكَ إلاك ..

الحزنُ كفنٌ يناسبُ جسدك المُتعَب..

فإسكنه وطناً ..

الوحدةُ صديقٌ لا يخون ..

فليكنْ نديمكَ الّذي لا يملُّ من قدحكَ الثّمل..

ظلّك يؤنسُ ذاتك تمسّك به كي لا يهرب..

البؤسُ جزءٌ من طينتك.. لا تنبذ بؤسك..

الدمعُ المحبوس خلف مقلتيك حررهُ..

الصّراخ الجاثمُ في حلقك.. أطلق عِنانه ..

لن يكون لك صديقٌ دائم إلاك..

كُن لنفسكَ صاحبا.. نديماً.. خليلاً.. حبيباً..

ولا تنتظر من أحدٍ شيئاً ..

فليسَ لكَ إلاك…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى