نيرمينة الرفاعي.. في نص بلا اسم

نيرمينة الرفاعي-   خاص (الجسرة)

 

أنا حورية البحر الحزينة

بعت ذيلي مقابل أقدام لم اجد لها دربًا..

تخليت عن المشي على الماء

ولم أصبح نبيّة..

 

أنا حورية البحر اللعينة ، الملعونة..

لفظتني المرافئ

وثقبت روحي المراسي..

 

تلقفت السلال من رحم الانهر

ولم أصل أي بحر..

كلما رأيت المناديل البيضاء مارست الرحيل وتحولت لسارية..

 

أنا عيون القراصنة النصف باكية ، النصف منسية..

أنا كلّ ما خمّروه في البراميل من غربة ، وكلّ ما شربوه من أجل النسيان..

 

ابتلعت دمع الامهات الباكيات على الضفاف

ورائحة الفجر في كفوفهنَّ

وجدلت من شعورهن حبالًا للنجاة..

 

ألقيت نفسي في الآبار وانتظرت.. عبثًا..  مرور القوافل..

ألقيت بكل قميص رأيته على وجهي

ثم أخرجت كأسي من راحلتي … ثملت

بقيت عيوني بيضاء.. بيضاء…

ولم أر سواك..

 

خبأت روحي في صدفة ميتة، وانتهى بي الأمر موضوعة زينة على الطاولة..

 

يدي التي مددتها وسط النار نحو الأعلى، تحولت لفتيلة..

 

أنا المغروسة في قوالب الشمع، تثقبني الخيطان لأشتعل..

تخنقني الأشرطة الملونة وبطاقات المعايدات المليئة بالهراء..

أستلقي في صناديق الهدايا، كتابوت زينوا صاحبه ثم ودعوه…

 

كل من مروا بجانبي، احترقوا،

بقيت وحدي لا نار تمسسني،

حبلى بذاكرة لا أعلم سوى أنها

لا تنساك!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى