مشاكسات الشاعرة المصرية -ديمة محمود-

-ديمة محمود-

 

(1)

أتكوّرُ على ذاتي علّني أقتاتُ عشبَ البدايات/ جنينًا أصيرُ/ وأَنتشي بِتمائم الحبل السرّيّ/ ويجذبني مِسكُ المشيمة/ أسترجعُ تلك الأبديّةَ التي تعانقَت زمنًا مع أمّي/ وتوحُّدي معها في كلّ المدارات والأفلاك.
طاهرةً أغدو من كلّ ترسّبات البشر/ ومجرّدةً من أقنعتهم ودُماهُم/
خاليةً من الهلام والصّباغ/ أصيرُ وأسيرُ/ بلا أساطير وبلا تنبّؤات

 

(2)

غداً عندما تلتفُّ ساقي بالجبيرة
سَيقولون كانت شجاعةً بما يكفي لتعود
وبعد عامين عندما ينخلع حوضي
وتَتعطلّ فخذي من الأعلى عن الحركة بِمرونة وترافقني السيقان الخشبية
سَأطلُّ من عليائي في العرش لأقول
كنتُ وحشيّةً بما يكفي لأُجابهَ هذا العالم المتغوّل.
*
سواءً شفي مفصلي أو تعافى نسبياً وآنستني سيقان الخشب
سَأكافىءُ نفسي بِرقصة زوربا كلَّ يوم
وسَأظلُّ أداعبُ الجبروت وأنا ألمّعُ ساقيّ
لأرتديَ التنورةَ القصيرة وتُهفهفَ ساقاي كَالمرمر بين الخشبتين
وأنا في الهواء الطلق.
*
سَأظلُّ أرددُّ خمسة عشر رجلاً ماتوا من أجل صندوق
وفي ليلةٍ يصيرُ فيها القمر بدراً
لن أموتَ يا سيلفر من أجل الكنز
الشّوق يُدحرج المسافة لِمجابهة البياض في لُجّة
ثمّة وقودٌ خفيٌّ لا يدركُه إلاّي يَصْلاني في كل رضّة
يَـنـتِــشُ ذاتـي في خابية التمرّد
فلن أسقطَ ولو صرتُ صلعاء وبلا أنف!

 

———————————————————–

*النص (2) من من ديوان (أشاكس الأفق بكمنجة)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى