السينما والذكاء الاصطناعي.. تاريخ من العداء

-أمجد جمال-

يبدو الذكاء الاصطناعي من أكثر الأفكار المغرية بالمناقشة لدى السينمائيين. فبجانب كونه ظاهرة عصرية وصيحة رائجة في الثقافة والعلوم الغربية، فهناك عاملان أساسيان دفعا انتباه صناع السينما وكُتاب القصص صوب تلك الظاهرة وما يحيطها من مفاهيم فرعية.

العامل الأول فني، ويتعلق بأداة درامية عتيقة تُعرف بالحليف المخادع أو كما سمّاها “كريستوفر فوجلر” في نظريته الشهيرة عن الكتابة، بالشخصية المتحولة (shapeshifter)، وهو نمط أو نموذج في تصميم الشخصيات، يختص بتلك الشخصية (أو القوى) التي تبدأ القصة في موقع حليف أو داعم للبطل ثم تتحول تدريجيا لتظهر وجهها الحقيقي وتنقلب عليه مع الأحداث؛ فتصبح هي القوى المعادية أو الشريرة التي تهدده، وأحيانا العكس. تلك الأداة الدرامية قديمة قدم الحكي، واعتمد عليها القصاصون كوسيلة مضمونة لدفع الدراما وإشعال الصراعات. نجدها مثلا في شخصية التاجر اليهودي “شايلوك” في القصة الشكسبيرية “تاجر البندقية”، وأبرز تجلياتها سينمائيا نجدها في شخصية “فيليس ديتريكسون” التي لعبتها النجمة باربرا ستانويك بفيلم Double Indemnity (1944)، وحديثا نلمسها في شخصية الأمير “روبيرت” بفيلم Braveheart (1995).

وإذا اعتبرنا واقعنا المعاصر فيلما، فلن يوجد ما هو أنسب من مفهوم الذكاء الاصطناعي ليمثل نمط هذا الحليف المخادع، فهو المفهوم الذي بدأ أساسا كداعم للبشرية؛ صممه الإنسان لخدمته في حل المشكلات ولتسهيل الحياة، لكنه مع الوقت أصبح مثيرا للشكوك، قوته تزداد لدرجة يتوقع أن تُهدد الإنسان بحل محله، فكما يقول عالم الفيزياء البريطاني الشهير “ستيفن هوكينج” : “إن الذكاء الاصطناعي قد يكون الحدث الأكبر في تاريخ الحضارة، وقد يكون أسوأها، وإن لم ننتبه فقد يدمرنا جميعا”. ذلك السلاح ذو الحدين، المعادلة الصفرية، الطعنة المنتظرة من الخلف؛ كلها مفاهيم دراماتيكية، جعلت من تناول الذكاء الاصطناعي في الأفلام أمرا جاذبا للمبدعين على المستوى الفني الدرامي.

أما العامل الثاني فهو فلسفي. الفنون بطبعها منحازة للإنسان، قد يكون الإبداع الفني هو النشاط الأوحد الذي يفرق الجنس البشري عن بقية المخلوقات، لذا فالفنان دائما ما يتقدم الصفوف حين يشعر بتهديد لحضارته الإنسانية. والسينما اهتمت منذ فجرها، وقبل تطور مفهوم الذكاء الاصطناعي، بتلك التيمة: “الإنسان ضد الآلة”. لعل أكثر المشاهد خلودا من عصر السينما الصامتة هي تلك التي يصارع بها “تشارلي تشابلن” تروس ومحركات الآلات العملاقة داخل أحد المصانع بفيلمه Modern Times (1928).

ومن تشابلن في العشرينيات إلى “ستانلي كوبريك” في الستينيات، لم يختلف الموقف كثيرا. في فيلمه 2001: Space Odyssey، يقدم كوبريك، المؤمن أساسا بنظرية المؤامرة، أول تجلّي بارز للذكاء الاصطناعي في تاريخ السينما؛ وذلك من خلال شخصية Hal 9000، الروبوت فائق الذكاء الذي يصاحب رائدي فضاء في رحلتهما عبر النجوم كمساعد لهما، لكنه في أحد المفارق ينقلب عليهما ويقرر التخلص من “ديف” بطل الفيلم. فقد توصل الروبوت بذكائه المُبرمج عبر تحليل بعض البيانات المدخلة في ذاكرته إلى أن بقاء ديف لن يكون في مصلحة الرحلة أو في مصلحة البشرية بوجه عام فقرر التخلص منه، نبوءة سينمائية دخلت بالبشر في المواجهة الأولى ضد الذكاء الاصطناعي، رغم تواضع إمكانيات الأخير في تلك الفترة، وعدم تمثيله لنفس الشكوك والتهديدات التي يمثلها في زمننا الحالي، ذلك لأن النبوءة اكتفت بالاستناد على الفلسفة والحدس الإنساني.

تم إحياء المواجهة سينمائيا في الثمانينيات تحت شعار “الأرض لا تتسع لنوعين من الكائنات الذكية”. البداية مع فيلم Blade Runner للمخرج “ريدلي سكوت”، ديستوبيا تدور في زمن مستقبلي توصل فيه الإنسان لتخليق كائنات تشبهه عضويا، ذكائها يتماثل وذكاء مهندسين الجينات الذين صمموهم، هذه الكائنات كانت تسخدم من قبل البشر لأغراض خدمية حيث يتم إرسالها لاستعمار الكواكب الأخرى والتنقيب عن الثروات، وكانوا يعاملون كالعبيد؛ إلى أن قررت فرقة منهم الثورة على تلك العبودية والاصطدام مع جنس البشر، فيتم حظر تواجدهم داخل كوكب الأرض. ثم يدخل الشرطي “ريك ديكارد” في مطاردة بعض المتسللين منهم للأرض.

يطرح الفيلم تأملات فلسفية جادة تحاول الرد على أسئلة مثل “ماذا يعني حقا أن تكون إنسانا؟”، “هل هناك ذكاء اصطناعي وذكاء طبيعي؟” وفي أحد الحوارات بين ديكارد والمهندس الذي قام بتصميم تلك الكائنات يدور السؤال “هل يمكن أن تمتلك تلك الكائنات مشاعر كالبشر؟” ويجيب المهندس بأن المشاعر تتولد عبر الذكريات، لذا فيمكن لآلات الذكاء الاصطناعي التمتع بمشاعر في حالة تم زراعة ذكريات مزيفة بداخلهم.

وبعد سنتين من إصدار Blade Runner، تتابع هوليوود تقديم الصراع بين البشر والذكاء الاصطناعي من خلال فيلم Terminator للمخرج “جايمس كاميرون”، في زمن مستقبلي يعيش البشر في أجواء ما بعد أبوكاليبسية، الروبوتات والآلات تحكم الأرض، وتحاول قمع ثورة البشر بإرسال مقاتل عبر الزمان للوراء، مهمته أن يغتال الأم قبل أن تلد إبنها الذي سيقود ثورة البشر في المستقبل.

الصدام السينمائي بين البشر والذكاء الاصطناعي يأخذ شكلا أكثر بصرية ومباشرة في فيلم I, Robot (2004)، للمخرج “أليكس بروياس”، في هذا الفيلم الذي يقدم واقعا مستقبليا يتقاسم فيه الإنسان العالم مع الروبوت في أجواء سلمية يشوبها بعض الحذر. فقد تم توليف الروبتات وفق ثلاثة قوانين صارمة. أولا: لا يمكن للروبوت أن يؤذي بشريا أو يسمح بتعرض بشري للأذى. ثانيا: على الروبوتات السمع والطاعة فيما يؤمرون به من البشر بشرط ألا تتعارض الأوامر مع القانون الأول. ثالثا: على الروبوتات حماية أنفسهم بشرط ألا يتعارض ذلك مع القانونين الأول والثاني.

تتهدد البشرية في فيلم I,Robot نتيجة لمبدأ رئيسي في علوم الذكاء الاصطناعي، هو عنصر التعلّم (Machine Learning)، فالفرق بين الآلة الكلاسيكية والآلة الخاضعة لمبدأ الذكاء الاصطناعي يكمن في أن الثانية لا تحتفظ بخواصها على الحالة الأوليّة التي برمجها الإنسان عليها إلى الابد، فهي تتطور وتعرف المزيد. ذلك ما جعل الجيل الأحدث من الروبوتات يتمرد على القوانين الثلاثة؛ فقد فهم بذكائه المطوّر أن الغاية الأساسية من تلك القوانين هي حماية الإنسان من المخاطر الوجودية. لكن ماذا لو كان الإنسان هو أكبر عدو لنفسه؟ فهو من يصنع الحروب ويلوّث البيئة ويهدد المناخ، هنا تثور الروبوتات كي تحمي البشر من أنفسهم، وفي سبيل ذلك فهي تنزع منهم آخر مظاهر للسلطة على الكوكب، ليصيروا مخلوقات من الدرجة الثانية وعبيدا للروبوتات. الفلسفة الأعمق التي يطرحها الفيلم تكمن في أن التهديد القادم من الذكاء الاصطناعي هو بعيد عن مشاعر الشر والضغينة بالمفهوم البشري. بل مصدره الفعلي لا يتعدى كونه تفسير مختلف في قراءة البيانات.

وفي السنوات الأخيرة أصبح الهدف الأساسي لدى صناع تلك التيمة من الأفلام ليس معرفة المزيد عن الذكاء الاصطناعي أو تنبؤ بكيفية تطوره وتمرده، بل أصبحت التيمة تستخدم كوسيلة جديدة لاكتشاف جوهر الإنسان نفسه. Her فيلم صدر عام 2013، ألّفه وأخرجه “سبايك جونز”، حول “ثيودور”، ذلك الرجل الذي يعيش وحيدا بعد انفصاله عن زوجته، ثم يقع في غرام “سامانثا”، وهي شخصية اعتبارية لا يتعدى وجودها حيز نظام التشغيل الإلكتروني المصمم بتقنية الذكاء الاصطناعي، والذي اشتراه “ثيودور” من إحدى الشركات بغرض التسلية، “سامانثا” لديها صوت نسائي عذب، تستطيع الرد على كل تساؤلات ثيودور، تضحك، تغني، تتناقش، تساعده في عمله، تقرأ ملايين الكتب في مدة لا تتجاوز بضع ثواني، والأخطر تستطيع الوقوع في الحب! ومن هنا تتعقد الأمور. في هذه اللوحة السينمائية البديعة يطرح جونز مجموعة من الأسئلة الضمنية “هل الإنسان كائن اجتماعي بطبعه؟”، “هل يمكن تحقيق الحميمية بعيدا عن الجسد؟”، “ما الذي يجعل المشاعر البشرية أكثر صدقا من مثيلتها المولدة آليا؟”

على المنوال نفسه، يأتي فيلم Ex Machina (2015)، كواحد من أفلام الذكاء الاصطناعي التي تستهدف الإنسان قبل استهدافها للآلة. عن “ناثان” ذلك المبرمج فاحش الثراء صاحب أكبر شركة لمحركات البحث فى العالم، والذى يجرى مسابقة لموظفى شركته جائزتها قضاء أسبوع فى قصره والاضطلاع على أحدث اختراعاته، يفوز بالمسابقة “كاليب” الشاب الطموح المنطوى، ويكتشف فيما بعد أن مهمته هي أداء “اختبار تيورينج” لأحدث اختراعات “ناثان”. روبوت فى هيئة أنثى مصممة بأعقد أساليب الذكاء الاصطناعى.

“اختبار تيورينج” هو وسيلة علمية لإختبار آلات وبرامج الذكاء الاصطناعى وتقييم مدى تشابهها مع عقل الإنسان فى طريقة التفكير واتخاذ القرارات. ناثان يخبر كاليب بأنه يريد التأكد من كون اختراعه يملك وعياً حقيقياً مثل الذى يتمتع به الإنسان وليس مجرد وعى استيهامي. لكن المفاجأة التي نكتشفها مع نهاية الأحداث أن “كاليب” هو مَن كان ضحية الاختبار الحقيقي؛ فقد أراد ناثان، المصاب بجنون العظمة، أن يثبت لنفسه أنه لم ينجح فقط في اختراع وعي مماثل للبشر، بل وعي يمكن للبشر (مثل كاليب) الوقوع في غرامه، واشتهائه. المفاجأة الثانية كانت تلاعب Ava الروبوت بالرجلين، وانقلابها عليهما، ما يجعل وعيها الإنساني المزعوم مشكوك في أمره، كونها الوحيدة التي لم تتأثر بالعاطفة في اتخاذ قرارها. يكشف لنا أليكس جارلاند مخرج ومؤلف الفيلم عن مواطن الضعف الإنساني، وبأن الذكاء وحده ليس ما يجعلنا بشرا، بل العاطفة، والغريزة والحماقات أيضا.

الذكاء الاصطناعي يصنع الفن

العلاقة بين السينما والذكاء الاصطناعي لا تنتهي كمسألة نظرية تتناولها مواضيع الأفلام، مؤخرا صرنا نلمس دورا فعليا للذكاء الاصطناعي كاداة في عملية صناعة الأفلام نفسها.

في الجزء الأخير من فيلم Blade Runner الذي صدر العام الماضي، نرى نسخة مُخلقة آليا من شخصية “رايتشل” التي ظهرت في الجزء الأول من الفيلم قبل 30 عاما، “رايتشل” ظهرت بنفس الهيئة والشكل والحيوية التي ظهرت بها في السابق، التقدم في العمر بالنسبة للممثلة “ماري شان يانج” وتغير ملامحها عبر السنين لم يقف عائقا أمام صُناع الفيلم من أجل استحضار النسخة القديمة منها، فباستخدام الذكاء الاصطناعي استطاعوا محاكاة “رايتشل” القديمة.

الأمر تكرر في أفلام أخرى منها الجزء السابع من فيلم الحركة Fast & Furious، فبرغم وفاة الممثل “بول ووكر” وهو أحد أبطال السلسلة، استطاع صناع العمل تخليق صورة آلية لووكر ليظهر في بعض المشاهد بنفس الشكل والهيئة والصوت. وفي الجزء قبل الأخير من سلسلة “حرب النجوم” Force Awakens، احتوى الفيلم على شخصيتين لبشر مخلقين آليا بشكل كامل، ما يعني أن صناع الفيلم قاموا بإسناد أدوار تمثيلية لممثلين ليس لهم وجود في الواقع! ما يجعلنا نطرح التساؤل حول مستقبل الإبداع وعلاقته بالعنصر البشري.

يرى الكاتب “نيك بيلتون” بمجلة Vanity Fair، إنه في المستقبل لن يكون على النجمة جينيفر لورانس أن تذهب لمواقع تصوير الأفلام، وقد تكتفي بالتصريح لشركات الإنتاج باستخدام صورتها ثلاثية الأبعاد ليس أكثر. ويضيف بأن الذكاء الاصطناعي في طريقه ليجعلنا نرى أفلاما حديثة من بطولة نجوم راحلين مثل “مارلين مونرو”، لم تقم مونرو ببطولتها فعليا! ليس ذلك وحسب بل هو يعتقد أنه سيأتي يوم يقوم المتفرج بتفصيل الفيلم الذي يريد رؤيته عبر الذكاء الاصطناعي: “تخيل أنك عدت للمنزل بعد يوم عمل شاق، قلت لنفسك أريد أن أرى فيلما كوميديا مدته 45 دقيقة، لأنام مبكرا وألحق باجتماع اليوم التالي، وأريد أن تدور أحداث هذا الفيلم في مدينة نيويورك، وتكون البطولة لامرأتين” سوف نحقق تلك الأشياء”.

التفصيل الآلي حسب ذوق ورغبة المتلقي أصبح الآن حقيقة واقعة، لكن بصورة مُصغرة وأقل من مبالغة التوقعات لدى بيلتون، برامج تصفح الإنترنت الآن تستخدم الذكاء الاصطناعي كي تستطيع تحديد اهتمامات وذوق المستخدم لترشح له السلع والكتب والأفلام والموسيقى التي قد يرغب في اقتنائها. Spotify واحد من أكثر التطبيقات تقدما في تلك المهمة، وهو يتيح لمستخدميه المكتبة الأضخم من المقاطع الموسيقية والغنائية، والأهم أنه يستطيع صناعة قوائم تشغيل تناسب ذوق المستمع بشكل تلقائي. ويؤكد بعض الباحثين أننا نسير في الطريق لما هو أبعد من ذلك، وقد نتمكن من تأليف مقاطع موسيقية كاملة عبر الذكاء الاصطناعي، فمنذ عامين أصدرت شركة “سوني” أول مقطع موسيقي تم تخليقه بواسطة الذكاء، وهو أغنية مستلهمة من فريق البيتلز البريطاني عنوانها Daddy’s Car.

تنبأت بعض الأفلام بفكرة اقتحام الذكاء الاصطناعي مجال الإبداع، مثل فيلم Her، ففي أحد المشاهد تقوم “سامنثا” (التطبيق الذكي) بعرض معزوفة بيانو، وتفاجيء “ثيودور” بأن المعزوفة من تأليفها. كذلك فيلم I, Robot، حيث يقوم الروبوت “سوني” برسم لوحة فنية متحديا المحقق “ديل سبونر” الذي كان يؤمن بعجز الروبوتات عن التخليق الإبداعي.

قد تكون المهمة أصعب على صعيد الإبداع السينمائي، كون السينما وسيط فني أكثر اتساعا وتعقيدا من الموسيقى، لكن خطوة في ذلك الطريق قد أُنجزت بالفعل في ديسمبر الماضي، حين قامت مجموعة من الباحثين والخبراء في معهد MIT بإعلان نجاحهم في الوصول للرسم البياني لكيفية عمل المشاعر بقصص الأفلام وتعليمه للحاسوب. الفريق القائم على هذا المشروع استخدم خاصية “التعلّم الآلي” machine learning، لتحليل آلاف المقاطع المصورة من أفلام طويلة ومسلسلات وأفلام قصيرة عبر موقع vimeo، ومن خلالها يتم التنبؤ بما يصدر من مشاعر إيجابية أو سلبية بمعدل كل ثانية. ولم تهتم تلك التجربة فقط بعناصر القصة والحبكة الدرامية، بل امتدت لتشمل الموسيقى التصويرية واللقطات المقربة من الوجوه البشرية. قد لا تعني التجربة أن الذكاء الاصطناعي أصبح قادرا على تأليف القصص وصناعة الأفلام بالشكل المتقدم، لكن تحليل منحنى المشاعر بالقصص والتنبؤ بردود فعل الجمهور تجاه ما يشاهدون، هو فتح جديد سيستعين به المبدعون وشركات الإنتاج، ومن المتوقع أن يكون بذرة لما قد يتخطى ذلك.

وهي توقعات يرفضها الكثيرون، على أية حال؛ اعتقادا بأنها تتنافى مع جوهر الفن وفلسفته، وأن كل ما تم إنجازه في هذا السياق لا يعدو سوى محاكاة للإبداع وليس إبداعا فعليا. يقول المخرج الفرنسي “روبير بريسون” : إن الفن لا يسكن العقل، بل الأعين، الأذن، ذاكرة الحواس، الصور، الأحلام”. ويقول الكاتب “جون سيبروك”: “أن تكون فنانا، حقيقة، وطوعا، يعني أن تُقلع نحو اتجاه غير الذي تخبرك عنه البيانات. تلك هي وظيفة الفنان، ولا أعتقد أن الذكاء الاصطناعي قادر على فعل ذلك”.

 

*الدوحة الثقافية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى